تقبل بعض النساء في الآونة الأخيرة على ارتداء الزي الصحراوي، أو”الملحفة” كما يسميها سكان المناطق الجنوبية، حيث تتعمد البعض منهن، وبالأخص الفتيات ارتداءها وتصنيفها ضمن موضة صيف 2014 لإبراز جمالهن وأناقتهن، فضلا عن كونها لباسا واقيا من أشعة الشمس الحارة. المتجول في بعض شوارع العاصمة وضواحيها يلفت انتباهه مظهر بعض النساء والفتيات اللواتي اخترن ارتداء ”الملحفة الصحراوية” وتصنيفها ضمن موضة 2014، فضلا عن كونها لباسا واقيا من حرارة الشمس، حيث يعتبر هذا اللباس رمزا من رموز الثقافة التي توارثها الصحراويون جيلا عن جيل على مدى قرون من الزمن. والملحفة عبارة عن قطعة ثوب طولها نحو 4 أمتار. ولتسليط الضوء حول هذا الموضوع ارتأت ”الفجر” أن تستطلع آراء بعض الفتيات. الملحفة ”العصرية” الأكثر طلبا تعتبر الملحفة الصحراوية العصرية الأكثر طلبا في أوساط الفتيات ممن يرغبن في التميز عن غيرهن، حيث تفضل بعضهن ارتداءها، حسب نوعية اللباس كالجينز أو السروال القصير أو حتى الفساتين بالاعتماد على ألوان صيفية تتماشى مع الموضة. وفي هذا الإطار كشف لنا صاحب محل بيع الملحفات الصحراوية في شارع ميسوني بالعاصمة، أن هناك إقبالا كبيرا على اقتناء الملحفة الصحراوية، خاصة المصنوعة من القماش القطني كونها تمتص العرق. أما فيما يخص أسعارها يضيف ذات المتحدث فتتراوح بين 1000 إلى 2000 دج حسب نوعية القماش و”المودال”. وأكثر ما يلفت الانتباه أن الملحفة الصحراوية حاضرة بقوة بين النساء بمختلف الأعمار والجنسيات وحتى المستوى التعليمي والثقافي، حيث يصعب التفريق بين من هي جزائرية وصحراوية أو حتى مالية نظرا لإقبال الكثيرات على ارتداء هذا النوع من اللباس الذي فرض نفسه بسرعة على الساحة بعد ”الشال” الصحراوي الذي كان يستعمل في وقت مضى. .. وأخريات جعلنها لباس موسم الاصطياف لا يقتصر ارتداء الملحفة الصحراوية على الخرجات بارتدائها فقط على بعض الألبسة كلمسة خاصة تضفي منظرا خاصا ومتميزا، حيث تفضل أخريات ارتداءها في موسم الاصطياف وجعلها وسيلة محتشمة للتنقل في خرجاتهم اليومية، كونها تغطي جزءا كبيرا من أنحاء الجسم، وباعتبارها سهلة الارتداء وناعمة الملبس والملمس، و هو ما أعربت عنه بعض الفتيات ممن تحدثن إليهن بأنه لباس متميز ويتماشى مع بعض الألبسة، خاصة في فصل الصيف الذي يكثر فيه التنوع في الأشكال والألوان والمقاسات. الملحفة تنافس ”الحايك مرمة”؟ من جهة أخرى، استطاعت الملحفة الصحراوية أن تنافس ”الحايك مرمة” الذي يعتبر لباسا تقليديا جزائريا ورمزا من رموز الثقافة الجزائرية وجزءا من مورثونا الشعبي الذي تفتخر به المرأة الجزائرية عبر الزمن، غير أن هناك من فضلن ارتداء الملحفة الصحراوية عوض الحايك الذي لايزال ذلك اللباس الأبيض التقليدي الذي يضفي على المرأة الجزائرية جمالا وبهاء نفتخر به.