قد يجلب الأداء الجيد في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل عقود احتراف مغرية وأشبه بالحلم للعديد من اللاعبين ولكن العقود الكبيرة أيضا تتوالى حاليا على اللاعبين الذين أخفقوا مع منتخبات بلادهم في المونديال البرازيلي. وولت الأيام التي كان اللاعب فيها قادرا على جلب عرض هائل من خلال الأداء الجيد فقط في كأس العالم. ساعد المونديال البرازيلي بعض اللاعبين على أن يكونوا في بؤرة الاهتمام بسوق الانتقالات ولكن لاعبين آخرين ضمنوا عقود انتقالات جيدة أيضا رغم مشاركتهم الهزيلة في المونديال. وكان اللاعب الإسباني سيسك فابريغاس هو صاحب أول عقد انتقال كبير هذا الصيف حيث انتقل من برشلونة الإسباني إلى تشيلسي الإنجليزي مقابل 46 مليون دولار رغم خروج المنتخب الإسباني حامل اللقب العالمي من الدور الأول للمونديال. وبدا أن فابريغاس سيجذب الاهتمام الإعلامي عندما دخل في مشادة مع فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني وذلك بعدما أثار مستوى اللاعب الجدل قبل المباراة الأخيرة له في مجموعته بالدور الأول للمونديال والتي فاز فيها على المنتخب الأسترالي. ولكن تشيلسي حرص على التعاقد مع فابريغاس القائد السابق لفريق أرسنال الإنجليزي بغض النظر عن مستواه المتواضع في المونديال البرازيلي ليلعب فابريغاس في الموسم المقبل تحت قيادة المدرب جوزيه مورينيو المدير الفني لتشيلسي. كما ينضم إلى فابريغاس زميله في المنتخب الإسباني المهاجم دييغو كوستا الذي ترك أتلتيكو مدريد إلى تشيلسي مقابل 55 مليون دولار. وتعجب مشجعو تشيلسي من انفاق ناديهم ببذخ على لاعبي المنتخب الإسباني اللذين لم يهددا مرمى المنتخبين الهولندي والتشيلي في مباراتي الفريق الأوليين بالمونديال البرازيلي. وربما كان تشيلسي سيسعى إلى تقليص المقابل المالي للصفقتين في الوقت الحالي لو لم يتم الاتفاق بهذا المقابل الجيد قبل بدء فعاليات المونديال. وبعد فابريغاس وكوستا، يأتي لويس سواريز نجم منتخب أوروغواي والذي كان أحد أبرز نجوم المونديال من خلال الأداء الرائع الذي قدمه في لقاء إنجلترا. وربما كانت هذه المباراة هي ما أقنع برشلونة بتقديم عرض لشراء اللاعب مقابل 102 مليون دولار. ويبدو أن الصفقة ستتم بالفعل قبل انتهاء فعاليات المونديال رغم عقوبة الإيقاف الطويل التي فرضت على سواريز لعضه جورجيو كيليني مدافع المنتخب الإيطالي خلال مباراة الفريقين في ختام لقاءات مجموعتهما بالدور الأول للمونديال البرازيلي. كما أكدت الصفقات الأخرى التي أبرمت في جوان الماضي أن الأندية لم تعر اهتماما كبيرا للمونديال البرازيلي. وأنفق ليفربول الإنجليزي ببذخ لضم اللاعبين ريكي لامبرت وآدم لالانا رغم عدم تقديمهما لدور بارز مع المنتخب الإنجليزي في المونديال. كما تعاقد مانشستر يونايتد مع لوك شو مدافع ساوثهمبتون والذي كان ضمن التشكيل الأساسي فقط في مباراة المنتخب الإنجليزي الثالثة بالدور الأول للمونديال والتي تعادل فيها الفريق مع نظيره الكوستاريكي. وتعاقد مانشستر يونايتد أيضا مع أندير هيريرا لاعب وسط أتلتيك بلباو والذي لم يشارك حتى مع المنتخب الإسباني في المونديال البرازيلي. وهناك لاعبون آخرون رفعوا قيمتهم السوقية في سوق الانتقالات من خلال عروض جيدة في المونديال مثل توني كروس الذي قدم مع المنتخب الألماني عروضا جعلت مشجعي ريال مدريد يأملون في موافقة بايرن ميونيخ الألماني على العرض المقدم من الريال لضم اللاعب مقابل نحو 34 مليون دولار. ورغم خروج المنتخب الفرنسي من دور الثمانية للبطولة بالخسارة أمام نظيره الألماني، كان أداء اللاعب الفرنسي أنطوان غريزمان نجم ريال سوسييداد الإسباني كافيا لضمان انتقاله إلى أحد الأندية التي ستشارك في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. كما أصبح البلجيكي ديفوك أوريجي أصغر لاعب يشارك في دور الثمانية لبطولات كأس العالم منذ مشاركة الأسطورة البرازيلي بيليه في مونديال 1958. وربما أصبح أوريجي على وشك الرحيل من ليل الفرنسي كما ينتظر أن يفلت السويسري خيردان شاكيري من كمين مقاعد البدلاء في بايرن ميونيخ. وينتظر أيضا أن يتعاقد أحد الأندية الكبيرة مع حارس المرمى الكوستاريكي الذي يتضمن عقده مع ناديه شرطا جزائيا يتيح له الانتقال في أي وقت مقابل سداد 13 مليون دولار. وبهذا لم يعد الأداء في المونديال حاسما لدفع المدربين في الأندية إلى التعاقد مع لاعب أو رفض آخر.