تشهد العديد من شوارع مدينة بسكرة، منذ الأيام الأولى للشهر الكريم، انتشارا رهيبا للطاولات الخاصة ببيع الشواء وتلك التي تقدم الوجبات السريعة، خاصة ”البوراك”. وفي جولة استطلاعية ل”الفجر” إلى بعض الشوارع الرئيسية بالمدينة، خاصة تلك التي تشهد حركة كبيرة للمارة، وجدنا إقبالا كبيرا للمواطنين على هذه الأماكن. وعند سؤالنا للبعض عن سبب تقربهم من هذه الطاولات رغم وجود محلات مخصصة لبيع نفس المأكولات والمتوفرة على جميع وسائل النظافة والرقابة الصحية من طرف الدولة، فالإجابة كانت أن إقبالهم على هذا النوع من المأكولات عند أصحاب الطاولات بقارعة الطرقات بحكم أسعارها المنخفضة من جهة وسرعة التناول من جهة أخرى، في حين صرح البعض الآخر أنه يلجأ إليها بحكم ضيق الوقت، حيث لا يستغرقون وقتا أطول لتناول طلباتهم من هذه الطاولات. وبالرغم من التوافد الكبير للمواطنين عليها إلا أن الكثير منهم يجهل حجم الأخطار التي قد تنجم عنها، خاصة ما تعلق بالتسممات الغذائية، لأن هذه الأخيرة لا تتوفر على أدنى شروط النظافة، فاللحوم التي يتم شيّها للمواطنين تعرض على الهواء الطلق مباشرة، أي خارج الثلاجات أو البرادات الخاصة، ويكتفي الباعة بوضعها داخل أكياس بلاستيكية أوعلب فقط من أجل حمايتها من الحشرات التي وجدت مكانا لها وسط الدماء المنبعثة فوق طاولات هذه الأخيرة أو حتى من القطط التي تتواجد بكثرة تحتها بحثا عن أي قطعة تسقط هفوة. ولم يقتصر فضاء الشواء على الكبار فقط، بل حتى الأطفال أيضا أصبحوا ينافسون بدورهم أهل ”الحرفة”، حيث يقوم هؤلاء ببيع ”سندويتشات” من الشواء بمبالغ جد رخيصة تصل إلى 50 دج للسندويتش الواحد لغيرهم من الأطفال الذين يتوافدون بكثرة نحوهم، غير منتبهين لحجم الأمراض التي قد تصيبهم نتيجة الأوساخ المخبأة وسط هذه المأكولات التي يجهل مكان جلبها وحتى كيفية تحضيرها. للإشارة فإن عدد طاولات بيع الشواء في تزايد مستمر بوسط مدينة بسكرة، في انتظار تدخل جاد من الجهات المعنية لوقف هذه التجاوزات الخطيرة.