أصبح ميناء بني صاف، بولاية عين تموشنت، بمثابة متحف لعرض مختلف أنواع الأسماك، لقلة العرض والطلب على حد سواء، ما ألزم البحارة على تطبيق الغلق البيولولوجي والمسافة المحددة للغوص بعرض البحر من قبل الوزارة الوصية والمقدرة بثلاثة آلاف متر. وجعلت هذه الأسباب ميناء بني صاف الذي اعتاد أن يعرف إقبالا منقطع النظير في شهر الصيام، لا سيما بعد منتصف النهار، حركة تجارية تجعل من الزبون الإقدام على شراء ما جاد به البحر بأسعار مقبولة. أما حاليا فالعرض قليل لما يقابله من لهيب في الأسعار، وهو ما يدفع المستهلك للبحث عن الأسماك المجمدة، حيث بات الجمبري الأحمر بسعر يتراوح بين 1600 و2000 دج للكلغ الواحد حسب حجم السمكة والتي غالبيتها مستوردة من إسبانيا، إلى جانب أنواع أخرى من الأسماك التي تعرض بسعر بين 1400 إلى 1400 دج للكلغ الواحد، وهنا تدخل عملية الخلط بين السمك الجديد والمجمد عند بعض بائعي السمك.. وألقى الباعة اللوم على الغلق البيولوجي الممتد من 21 ماي إلى 31 أوت، وهو ما يجعل المستهلك يعود إلى الأسماك المجمدة بأسعار منخفضة، لا سيما في شهر الصيام. وحسب مصادر من مديرية الصيد البحري وتربية المائيات بعين تموشنت فإن المؤسسات المحلية المختصة في التصدير والاستيراد قامت باستطراد نحو 471.080 طن من السمك خلال السداسي الأول من السنة الجارية، في حين بلغ الرقم 188.7 طن في نفس الفترة من سنة 2013، وهو ما يعني زيادة ب 164.64 بالمائة. من جهته عبدالقادر زايدي، مدير القطاع بعين تموشنت، يقول أنه تم تصدير بالموازاة أنواع أخرى إلى الخارج على غرار الدورات وذئب البحر وغيرها من أصناف المطلوبة، حيث بلغت الكمية المصدرة نحو 155.711 طن بالسداسي الأول من السنة الحالية مقابل 91.355 طن من نفس الفترة من سنة 2013، وهو ما يعني زيادة ب 70.44 بالمائة. أما بالنسبة للثروة السمكية المنتجة بين مينائي بني صاف وبوزجار فقد بلغت سقف 6213 طن، أي بزيادة تقدر ب 03 بالمائة موازاة بالسداسي الأول من السنة الماضية. وحسب الدراسة المنجزة سنة 2004 فإن الخزان الجزائري من الثروة السمكية يحتوي على 220.000 طن من السمك، وأن الكمية المستهلكة من قبل الفرد الجزائري الواحد تقدر ب 6 .2 كلغ من السمك سنويا.