بتدشين الوزير الأول عبد المالك سلال، للجسر العملاق، أمس، تكون الجزائر المستقلة قد رفعت التحدي في قطاع الجسور، بدخول واحد من أهم وأكبر الجسور المعلقة في العالم، الخدمة، ليتجاوز بذلك ما أنجزته فرنسا من خلال الجسر المعلق ”قنطرة لحبال”، الرابط بين وادي الرمال والمستشفى الجامعي، وتضع الجزائر المستقلة بصمتها في جسور قسنطينة، بعد أن أنجز الرومان والأتراك والفرنسيين أهم جسورها عبر التاريخ. ودخلت هذه المنشأة القاعدية الضخمة الخدمة والتي ستحمل اسم جسر صالح باي، بتوصية وأمر من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة شخصيا، حسب تأكيدات رئيس الجهاز التنفيذي نفسه أمس، ليعانق من خلالها القسنطينيون ومعهم كل زوار عاصمة الشرق، جسرا هو الأطول، يمتد على مسافة 800 متر بين حي الصنوبر ”الشالي” بالطريق الوطني رقم 3، ومنطقة الفج. ويتضمن الجسر العابر لوادي الرمال أربعة مسارات في الاتجاهين، وممرين للراجلين، ويجري حاليا ربط هيكله بأزيد من 4 كلم من الطرق التي تسلم تباعا، وأبرزها الذي يربط الجسر التحفة بالطريق السيار شرق - غرب والمطار. وتفنن مهندسو وتقنيو الشركة البرازيلية التي أسندت لها مهمة الإنجاز بأمر من رئيس الجمهورية، وكل العاملين، بمن فيهم الجزائريون، في إخراج هذه التحفة الفنية الفريدة من نوعها في إفريقيا والعالم العربي، التي كلفت خزينة الدولة أكثر من 40 مليار دينار. ومعلوم أن الجسر العملاق الذي انطلقت أشغاله رسميا في سبتمبر 2010 ، عرف تأخرا، وكان يفترض أن يدشن بتاريخ 16 أفريل الماضي، قبل أن يتم اختيار يوم عيد الاستقلال 5 جويلية 2014، ليتم تأجيل تدشينه مرة أخرى إلى غاية أمس.