بدأت، أمس، العمليات الأولى في شارع ديدوش مراد المندرجة ضمن مشروع إعادة تهيئة وتجديد المباني السكنية والمحلات التجارية الواقعة على طول الشارع، انطلاقا من ساحة أول نوفمبر وإلى غاية مدخل باب قسنطينة. تشتمل المرحلة الأولى إعادة تشخيص حالة المباني السكنية وتقدير درجة التآكل والاهتراء الذي وصلت إليه المباني السكنية والمحلات التجارية والأعمال التي لا ينبغي القيام بها في البدايات الأولى قبل الشروع في أشغال الهندسة المعمارية وتدعيم الركائز والأساسات. وتتم أشغال إعادة تهيئة مباني شارع ديدوش مراد في إطار مشروع متكامل قررته الحكومة بعد الزيارة العملية التي قام بها الوزير الأول عبد المالك سلال للولاية في منتصف جانفي الفارط، والتي منح من خلالها مبلغا ماليا قدره ألف وخمسمائة مليار وأسندت الدراسة التقنية لمكتب دراسات متخصص في إعادة تهيئة المباني القديمة يدعى ”أكيدوس”، والذي كان قد قام بتجديد مدينة برشلونة القديمة، واعتبرت تجربته رائدة على الصعيد الدولي. ويشرف المكتب الإسباني على مختلف مراحل أشغال التجديد والتهيئة التي ينتظر أن تستغرق مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، يتم خلالها إعادة ترحيل السكان القاطنين في المباني الواقعة على طول الشارع إلى سكنات مؤقتة، في انتظار إعادتهم إلى مساكنهم الأصلية بعد إتمام أشغال التهيئة، وهو الشرط الذي شدد عليه المكتب الإسباني خلال الملتقى الدولي الذي نظم بقصر الثقافة في الشهر قبل الماضي، بحضور خبراء دوليين في البناء والتعمير وممثلين عن الشركةالإسبانية وخبراء جزائريين تابعين للمركز الوطني لمراقبة البناء، وكانت المباني القديمة الواقعة بشارع ديدوش مراد قد تضررت وأصبحت مهددة كلها بالانهيار في منتصف الثمانينات، وبعضها انهار جزئيا وأفرغ من ساكنيه واضطرت السلطات آنداك لمنع مرور الشاحنات ذات الوزن الثقيل وجميع أصناف حافلات النقل الجماعي للمسافرين، وكذلك حافلات النقل الحضري نهائيا. ويعود إنشاء مباني شارع ديدوش مراد إلى سنوات 1886 و1890 وقد عرفت تآكلا واهتراء متقدمين بفعل انعدام أشغال الصيانة وتسرب المياه إلى أسفل العمارات وانسداد قنوات الصرف الصحي والمياه المستعملة، ما أدى بمركز مراقبة البناء ”سي تي سي” إلى وضع عدة مبان في الخانة الحمراء، ومطالبة السلطات بترحيل ساكنيها ووضع مبان أخرى في خانة المباني المرشحة للانهيار، وتوجد بمدينة سكيكدة لوحدها قرابة ألفا بناية قديمة مهددة بالانهيار وينتظر ساكنوها ترحيلهم من وقت لآخر.