عبّر سكان حي بومهران، ببلدية الميلية، عن استيائهم من جمود السلطات المعنية، التي لم تحرك ساكنا، ولم تتخذ أي إجراء لمعالجة التلوث الذي يلاحقهم منذ سنوات، جراء الروائح الكريهة المنبعثة من الإسطبلات المحاذية لعماراتهم، والتي أثارت أيضا قلق المصلين بمسجد عمر بن الخطاب المجاور لها إلى حد أن ساكني الأحياء المذكورة أصبحوا يضطرون إلى غلق نوافذ بيوتهم الزجاجية المقابلة للإسطبلات. أكد السكان أن المعنيين بالنظافة في البلدية مازالوا يتفرجون في هذه المهزلة البيئية، ولم يتمكنوا من ردع هؤلاء المواطنين الذين ينشطون خارج القانون، ضاربين عرض الحائط جميع قوانين حماية البيئة، إذ لا يعقل برأيهم أن تربى الحيوانات في وسط حضري عتيق لولا وجود تغطية لهؤلاء الخارجين عن القانون، أو تواطؤ من جهات نافدة، مهددين بتصعيد موقفهم إن لم تتحرك السلطات المحلية لوضع حد لهذه المعضلة، على اعتبار أن الشكاوى المرسلة للجهات المحلية لم تتم مراعاتها بالشكل اللازم. وطالب سكان الحي مسؤولي البلدية الجدد بإيجاد حل للسوق الأسبوعي المجاور لذات الحي، وهذا بتحويله إلى منطقة أخرى تتوفر فيها معايير تنظيم الأسواق، لأن السوق الحالي الذي ينظم كل يوم ثلاثاء يقع في وسط المدينة ويسبب إحراجا كبيرا لسكان الأحياء المجاورة، ناهيك عن إحراج المصلين بمسجد عمر بن الخطاب المحاذي للسوق، الذي تنبعث من بعض أجنحته روائح الدجاج التي تذبح على أرضيات ملوثة بفضلات الدجاج، ما يحولها إلى مزابل لا تزول روائحها طوال الأسبوع. وفي سياق ذي صلة، يعاني مواطنو بعض الأحياء بالمدينة من مشكل عدم رفع النفايات من قبل المصالح المختصة في الوقت المناسب، ما أدى إلى تلوث محيط العمارات بشكل رهيب، وفي مقدمتهم قاطنو حي المريجة الذين يشتكون استهزاء عمال النظافة بسبب إبقاء أجزاء من القمامات مرمية على جوانب الطرقات داخل الحي المذكور لفترات طويلة.. وحسب تصريح بعض مواطني الحي ل”الفجر”، فإن الانتشار الفوضوي للقمامات وتبعثرها بسبب الأبقار وباقي الحيوانات، حول الحي إلى مزبلة كبيرة إلى درجة أنها غطت أجزاء واسعة من طرقات الحي، وانتشرت الروائح الكريهة في مختلف الزوايا والفضاءات. ورغم مراسلات جمعية الحي لرئيسي الدائرة والبلدية في عديد المرات، إلا أن حال المنطقة لم يتغير نحو الأفضل، ويبقى حل المشكل مؤجلا لإشعار آخر. وقد علمنا من إدارة البلدية، بأن معاناة سكان حي بومهران والأحياء المجاورة للسوق الأسبوعي ستزول بشكل نهائي مع نهاية السنة الجارية بسبب عزم السلطات على تغيير مكان السوق إلى المدخل الغربي للمدينة بجوار الجسر الجديد، فيما سيتم استغلال فضاء السوق الحالي لإنجاز برامج سكنية وبعض المرافق الإدارية، إضافة إلى توقيف نشاط مربي الأبقار بالمنطقة بعد أن ساهموا في تلويت المحيط وإزعاج المصلين بمسجد عمر بن الخطاب، الذين يشتكون الروائح الكريهة.