أطلق الهلال الاحمر الجزائري حملة توعية بمخاطر التعرض للدغ من المخلوقات البحرية، وفي مقدمتها ”قنديل البحر”. وأصدرت الهيئة بيانا تحذيريا للمصطافين باعتبار أن موسم الاصطياف لم ينقض بعد بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة لتوخي الحذر عند التخطيط للذهاب إلى الشواطئ. أكد الهلال الأحمر الجزائري، في بيانه، على ضرورة اتخاذ المصطافين جملة من التدابير واتباع بعض الخطوات لتجنب لسعات ”قنديل البحر” الذي اجتاح شوائطنا في ال3 سنوات الأخيرة كنتيجة للاحتباس الحراري. وشدد الهلال على ضمان المصطاف سهولة الوصول إلى الرعاية الطبية، كأن يختار شواطئ قريبة من التجمعات السكنية التي تشتمل على مستشفيات أو على الأقل مراكز طبية. وفي تطرقه إلى الخطوات التي يجب اتباعها، أوضح الهلال في نفس البيان أنه يجب على المصطاف ملاحظة العلامات التحذيرية على الشاطئ، خاصة وأن السُّلطاتُ عملت في الآونة الاخيرة على وضع لافتاتٍ تحذيريةً عند وجود قناديل البحر أو أخطار أخرى في منطقة ما. كما يجب على المصطافين السباحة بالقرب من الحَرَس أو المُنقِذين، فإذا كان الشخصُ سبقَ له أن أُصيب بلدغة من قِبل حيوان بحري فسيحتاج في كثير من الأحيان إلى الإسعافات الأوَّلية العاجلة، أو إلى وسيلة للاتِّصال بالإسعاف في الحالات الشديدة. ويجب أيضا تَجنُّب لمس أو التعامل مع الكائنات البحرية اللادغة، حيث يجب ألاَّ يلمس الشخصُ قناديل البحر الموجودة على الشاطئ، حتى الميِّتة منها. ومن باقي الاحتياطات الواجب اتخاذها، أكد الهلال الاحمر الجزائري على ضرورة ارتداء ملابس واقية، مثل البذلة أو الأحذية المقاومة للماء، لتفادي أسماك الويفر والراي اللسَّاع وقنافذ البحر في المياه الضحلة غالباً، ولذلك ستحمي الأحذية المطَّاطية أو الصنادل القدمين من لسعاتها، كما تساعد البذلةُ في الحماية من لسعات قنديل البحر في المياه العميقة، مع العمل على جرجرة القدمين عندَ المشي في المياه الضحلة، فيساعد ذلك على زعزعة وتخويف مخلوقات البحر اللادغة التي توجد في المكان، واتِّخاذُ الحذر عندَ المشي في المناطق الصخرية أو بالقرب من الأعشاب البحرية، ويتم العثورُ على قنافذ البحر في هذه المناطق في كثير من الأحيان. وأشار ذات البيان إلى أهمية حصولُ المصطافين الذين يترددون غالبا على الشواطئ على بعض التدريب الأساسي على الإسعافات الأوَّلية الأساسية، وحمل مستلزمات هذه الإسعافات الأوَّلية معه. كما يجب أن تحتوي هذه المستلزماتُ على أشياء مفيدة، مثل زوج من القفَّازات وملاقط ومحلول ملحي نظامي ومسكِّنات وخَل. ويعرف الشريط الساحلي الجزائري من القالة إلى الغزوات، اجتياحا مكثفا ل”قناديل البحر”، أو كما يطلق عليها بالعامية ”لميديبس” بسبب التيارات البحرية التي تنقلها على شكل كتل كبيرة نتيجة للتيار الهوائي القادم من الشرق، ما خلق نوعا من الخوف والرعب في أوساط بعض المصطافين. وفي هذا الشأن يقول المختصون ”إن سبب خروج قناديل البحر إلى الشواطئ ناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة الحرارة، لاسيما أن انتشارها لم يقتصر على الشواطئ الجزائرية فحسب، بل عبر شواطئ الحوض المتوسطي. ففي إسبانيا مثلا تم غلق عشرات الشواطئ بسبب اجتياح قناديل البحر لها كما لم تنج شواطئ تونس والمغرب من انتشار ”اللميديس” بها. كما حذر الأطباء من الإصابة بلسعات قناديل البحر التي تحتفظ بقدرتها على اختراق جسم الإنسان حتى وإن كانت ميتة، وأعراض الإصابة تظهر على شكل احمرار في الجلد من الممكن أن يتطور إلى ورم، وينصح الأطباء المصطافين في حالة الإصابة بها بوضع الخل بنسبة واحد بالمائة على مكان اللسعة لمدة ساعة كاملة، وأن يتم التعامل مع اللسعة على أنها حروق من الدرجة الأولى، والتي يتم معالجتها عادة عن طريق المضادات الموجودة بالصيدليات مع ترك مكان الإصابة مكشوفا وتجنب عرضه أمام أشعة الشمس. وفي اتصالنا بمسؤولي الاتصال على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية، أكد لنا المكلف بالإعلام أن هيئتهم تفتقد لإحصائيات المصابين بلدغات قنديل البحر وإنما يملكون إحصائيات كافة تدخلات الأعوان على مستوى الشواطئ.