ساهم القرار الوزاري القاضي بمنع الأسواق الموازية الخاصة بالمواشي في تقليص بعض العادات التي لطالما ألفناها مع قروب عيد أضحى، خاصة وأن اغلبها تنتشر بالأحياء الشعبية التي تشجع على مصارعة الكباش أو ”الدڤة”، بعد أن تشهد تحضيرا على طول السنة لإثبات مهارات وفنيات قتالية بأسماء مختلفة وتتيح جمع الكبير والصغير بالساحات العمومية للتمتع بالمشاهدة.. سمحت لنا الزيارة الميدانية ببعض الأحياء الشعبية لجس النبض حول سمات وتقاليد المواطنين، خاصة ما تعلق بالرياضة الاستعراضية لكباش ”الدڤة” التي غالبا ما تتم بمحاذاة الأسواق العشوائية عزوفا كبيرا من قبل أصحابها، خوفا من إصابة هذه الكباش ”الأنيقة” بالحمى القلاعية، بعد أن تم منع حرية تجول الموالين لعرض ماشيتهم دون تحديد انتمائهم بالأسواق المنظمة والمحددة من قبل وزارة نوري. قضى قرار منع الأسواق الموازية للمواشي وكذا أعراض الحمى القلاعية على إحدى العادات التي لطالما ألفناها مع قروب عيد الأضحى، والمتمثلة في مصارعة أو الكباش أو كما يطلق عليها بالعامية ”الدڤة”، حيث يتهافت البعض على حلبات المصارعة التي تنظم عادة في المساحات الخالية أو بعض الأسواق الشعبية او في بعض الأحياء، متخذين أضحية العيد بطلة بلا منازع، غير أن هذا الموسم عرف إقبالا ضعيفا على اقتناء الكباش التي تستعمل في المصارعة، رغم توفر العديد من الأضاحي ذات الأجسام القوية وبأثمان باهظة، وهو ما وقفنا عليه في إحدى جولاتنا ببعض الأحياء التي تشهد كل سنة حلبات للمصارعة على الهواء الطلق مع إقبال كثيف من المتفرجين في جو من الفرحة والتباهي بالرغم من علمهم بأن هذا الفعل حرام. سوداني، كرستيانو، زعباطة بعض أسماء الكباش يطلق بعض هواة تربية كباش المصارعة بعض الأسماء المستوحاة من كنيات بعض اللاعبين الشهورين أو دلالة على بعض السلوكات والمواصفات التي تخص بعض الأشخاص أو الأشياء، وسوداني هو اسم أحد الكباش الذي شاهدناه في أحد إسطبلات بيع الكباش بالحراش، ولمعرفته أكثر اقتربنا منه فوجدناه كبشا ضخما، رأسه أسود وحوافره سوداء، يحمل بقعا سوداء في بعض المناطق من جسمه. وحسب صاحب الإسطبل فإن ثمن هذا الكبش يفوق سعره 10 ملايين سنتيم، مشيرا إلى أنه يتغذى بنوع خاص من الشعير يكسبه الوزن في العضلات وبدون الشحوم الزائدة، وتتطلب عنايته أموالا معتبرة مخصصة لغذائه وصحته، كما أنه يحتجز في غرفة مظلمة سنة كاملة ليخرج إلى النور وبعدها يجز صوفه ويبدأ التحضير لتدريبه على القتال والمصارعة. وزعباطة هو اسم أحد الكباش التقينا به في حي الأبيار بالعاصمة والذي يعرف بضخامة جسمه وببطولاته، حيث لم يخسر أي مبارزة منذ سنوات، وهو ما جعل سكان حي الأبيار يلقبونه ب”زعباطة” لكثرة تحركاته.
مصارعات على نغمة الواي الواي والمضحك في الأمر أن بعض المصارعات اتخذت نغمة خاصة بها مستوحاة من بعض أغاني الراي كأغنية ”واي واي”، من باب إعطاء جو مرح على وقع إيقاعات نالت إعجاب الناس المتفرجين، حيث يردد بعض الشباب والأطفال على حد سواء كلمة ”واي واي” مع كل نطحة وحركة فنية توحي بالرشاقة والإثارة، وهو ما أعرب عنه البعض أن هذه الظاهرة ”لا تخرج عن إطار المنازلة الودية بعيدا عن القمار”.
صفحات خاصة بكباش الدڤة ولا يقف الأمر عند حد الفنون القتالية بل وأصبح لهاته الكباش صفحات خاصة على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار الفايسبوك لنشر فيديوهات وصور جذابة تعرض مشاهد قتالية وفنية في منتهى الإثارة، وذلك من باب الإشهار بهاته الكباش مع إمكانية ترويج البعض منها وبأسعار خيالية.