بدأ الموسم الدراسي بقرع طبول الإضراب، فالمقتصدون بمديريات التربية للجزائر شرق، وكذا الجزائر غرب، مستمرون في شل تسجيلات التلاميذ وبيع الكتب المدرسية، ومنحة 3 آلاف دج، وذلك منذ بداية الأسبوع الأول للشهر الجاري، ليعلن المقتصدون إضرابا مفتوحا إلى غاية تحقيق مطالبهم من قبل الوزارة المعنية.. ليدفع تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاث ضريبة كونهم الأضعف بقطاع التربية الوطنية، ويكون المعوزون هم أكثر المتضررين. يستمر مسلسل الاضطراب على مستوى قطاع التربية باستمرار اللجنة الوطنية لموظفي المصالح الاقتصادية المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ”الأنباف” إضرابها الذي أقرت أنه مفتوح، إذا لم تتحقق مطالبها، وهذا الأمر خلق تعطيل كل الأعمال المحاسبية والمالية، ناهيك عن تجميد توزيع المنح المدرسية الخاصة بالتلاميذ المعوزين، كذلك تعطيل التسجيلات وتوزيع الكتاب المدرسي. ليلقى الإضراب استجابة واسعة منذ الأيام الثلاثة الأولى لبدايته، في حين أكدت مسؤولة بمديرية التربية للجزائر وسط ل”الفجر”، بعد اتصال لنا بها ”أن مديرية التربية للجزائر وسط لم تشهد الإضراب، والعملية الدراسية على مستواها تسري بشكل طبيعي، فالتسجيلات تمت بشكل جيد، وكذلك الكتاب المدرسي تم توزيعه بشكل منظم”. أما الولايات الداخلية وولايات الجنوب، سجلت نسبة المشاركة فيها للإضراب أرقاما مخيفة على سيرورة السنة الدراسية 2014 /2015، كولاية الوادي التي كانت نسبة مشاركتها ب 85 بالمائة، وأدرار ب 80 بالمائة، وقدرت نسبة مشاركة ولاية بجاية ب 95 بالمائة، حسب بيان صادر عن الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين. أقسام ب 42 تلميذا وكلهم معوزون يتزايد عدد التلاميذ المعوزين بشكل كبير كلما اتجهنا جنوب الوطن، ليفتقدوا لكثير من الخدمات الاجتماعية في إطار التعليم المدرسي، لكنهم يأملون بداية كل سنة دراسية في منحة لا تتعدى 3 آلاف دج، وكتب مدرسية تغطي أبسط حقوقهم كتلاميذ. ليفاجأهم إضراب المقتصدين العام الجاري الذين برروا الوضع في أن الإجحاف وهدر الحقوق يطالهم كذلك. ليشهد عدد كبير من الأقسام بولايات الجنوب تلاميذ معوزين يجتمعون كلهم في قسم واحد، ويصل عددهم إلى 42 تلميذ داخل القسم، كمتوسطة ”17 أكتوبر” بحي النصر بولاية ورڤلة، حيث أكد لنا مصدر عليم أنهم مازالوا في انتظار الكتب والمنحة المدرسية، الأمر الذي صعب على المعلمين تقديم الدروس، في الوقت الذي يلجأ بعض التلاميذ إلى على شراء الكتب المدرسية من عند الخواص رغم ارتفاع الأسعار على مستواها.