مثل مؤخرا، امام محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران من جديد المتهم البارون ” ب م ”الذي كان يتراس شبكة مختصة في المتاجرة بالمخدرات بمنطقة بوزفيل بعين الترك. حيث تم ادانته و بعد طعنه في الحكم السابق الصادر في حقه بنفس القضية ب8 سنوات سجنا نافذا عن جناية الحيازة و المتاجرة بالمخدرات ضمن جماعة اجرامية منظمة. فيما التمس في حقه ممثل الحق العام 20 سنة سجنا نافذا. أحداث القضية انطلقت منذ سنة ونصف وعلى اثر معلومات وردت إلى فرقة مكافحة المخدرات مفادها وجود جماعة يتاجرون بالمخدرات و يتخذون احدى السكنات بمنطقة عين الترك كمقر لعقد صفقاتهم التجارية. بعد التحقيق و التحري تم تحديد مكان تواجد هذين المسكنين ببلدية ”بوزفيل” ، و الذين تبينا بانهما ملك للبارون ”ب. م” الذي سبق و ان مثل أمام المحكمة بقضية تتعلق بالمخدرات، حيث تم تكثيف الدوريات هناك و تم تجنيد فوجان للمراقبة، خلصت الى تتبع سيارة من نوع ”فولسفاغن” كان على متنها ثلاثة اشخاص يتجولون حول مسكن البارون، وقد تم توقيفهم فتبين انهم ينحدرون من ولاية خنشلة بالشرق الجزائري، و قد خضعوا الى الاستنطاق في الوقت الذي تمكن فيه رجال الضبطية القضائية من رصد تحركات أحد الأشخاص الذي ضبط وهو متلبس من خروج أحد المسكنين المملوكين من طرف بارون المخدرات، والذي كان يحمل ثلاثة حقائب من بينهم واحدة رياضية، حاول هذا الأخير التخلص من المحافظ التي كان يحملها والفرار بمجرد مشاهدته لرجال الأمن، إلا أن هذه الأخيرة أحبطت محاولته وقامت بإلقاء القبض عليه وقامت بحجز الحقائب الثلاثة، التي كان المتهم ”ي.ح” بصدد إخراجها من مسكن البارون ”ب.م”عند فتحها عثر بداخل الحقيبة الأولى على مبلغ 168 مليون سنتيم وكناش دون عليه أسماء أشخاص، كان من بينهم أحد الموقوفين على متن سيارة ”بيجو207” التي تم ضبطها لاحقا وإلى جانب كل اسم قيمة الربح ورأس المال. كما تم العثور على متن الحقيبتين على كمية من صفائح المخدرات التي قدر وزنها ب6.400 كيلوغرام. و قد تمكن ” ب م ” وقتها من الفرار على متن سيارة ”سانديرو” قبل ان يتم ملاحقته و توقيفه. وبتاريخ الوقائع ومواصلة للبحث والتحري نجحت ذات العناصر من توقيف ثلاثة أشخاص كانوا على متن سيارة من نوع ”بيجو 207”، وذلك على مستوى محطة البنزين المتواجدة ببلدية مرسى الكبير، والذين ينحدرون من العاصمة والبليدة، بعد توقيفهم و تفتيش المركبة عثر تحت الكراسي الخلفية لها على مخبأ سري مهيا لتخزين المخدرات، كما تبين بان اخد الموقوفين متورط مع البارون في ترويج المخدرات. واستنادا لأمر التفتيش الصادر عن وكيل الجمهورية لدى محكمة عين الترك تم إخضاع المسكنين المملوكين من طرف البارون المسمى ”ب.م”، أين عثر داخل المسكن الأول على ميزان إلكتروني، ثلاثة أشرطة من النوع المستعمل في لف المخدرات ووثيقة الكف عن البحث صادرة عن قاضي تحقيق الغرفة الثانية بالقطب الجزائي المتخصص بوهران ضد المتهم ”ب.م”. في حين تم العثور وبداخل المسكن الثاني ببوزفيل على ثلاثة بدلات رسمية لرجال الجمارك تعود إلى موظف سابق بالميناء. من خلال التحقيق مع المتهم ”ي.ح” أدلى أنه البارون ”ب.م” الذي تعرف عليه داخل المؤسسة العقابية، كان يدين له بمبلغ مالي وطلب منه أن يجلبه من داخل مسكنه، بعد أن سلم له مفاتيح المسكن وأنه يجهل أن المخدرات المحجوزة كانت داخل الحقيبتين. أما المتهمين الثلاثة الموقوفين على متن سيارة ”فولسفاغن” فنفوا تورطهم بالقضية وأنهم كانوا قادمين من خنشلة باتجاه مدينة وهران، رفقة أحدهم الذي كان يود استرجاع رخصة سياقته التي سحبت منه أثناء ارتكابه جنحة السياقة في حالة سكر، في حين أجمع المتهمين الثلاثة الموقوفين على متن سيارة ”بيجو207” أنهم قدموا إلى مدينة وهران من أجل نزهة واستجمام، في حين أثبت البحث والتحري أن المتهم ”ع.ر” الذي عثر على اسمه مدون بالكناش المضبوط مع المخدرات، ومن خلال تحليل المكالمات الهاتفية تبين أنه كان على اتصال مع أشخاص مغاربة وأنه كان يتردد بين الفينة والأخرى على مدينة مغنية المحاذية للشريط الحدودي أين يتم تهريب المخدرات واستلامها بطريقة غير شرعية. وهي التصريحات التي رد عليها أنه كان يتردد على مغنية من أجل الحمامات المعدنية وأن المكالمات الهاتفية التي حدد موقعها الجغرافي بالمملكة المغربية، فقد كانت من أجل حصوله ومن طرف أحد الأشخاص على خلطة أعشاب طبية ”العقدة” كون زوجته كانت تعاني من المرض. محكمة الجنايات سبق لها و ان نظرت بالقضية وأدانت المتهمين بأحكام متفاوتة قبل ان يطعن ” ب م” في الحكم المسلط عليه و يمتثل الامس من جديد امام هيئة محكمة الجنايات مطالبا بالبراءة، التي لم يتم الاخذ بها بعين الاعتبار و تم النطق بعقوبة قدرها 8 سنوات سجنا نافذا ضده.