فرنسا منحت الإرهابيين فرصة العودة إلى مناطق متاخمة لحدود الجزائر الجنوبية وصف أمس، موسى مارا، رئيس وزراء مالي، عملية السلام التي ترعاها الجزائر بين الحكومة المالية وحركات مسلحة تنشط بالشمال ب”الشاقة جدا”، وأوضح أنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي بإمكانها أن تلعب دورا محوريا لإعادة الأمن والاستقرار إلى بلاده. وقال مارا، على هامش منتدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمالي، إن ”هذه عملية شاقة، ونحن نسعى جميعا لجعل وساطة الجزائر تنجح، ونأمل في توقيع اتفاق قبل نهاية العام، لكنها ليست كافية لمعالجة مسألة الإرهاب”. وتابع بأن ”الجزائر تلعب دورا مهما في الأزمة في الشمال، وهي الدولة الوحيدة القادرة على الجمع بين كل اللاعبين في نفس المكان، وفي نفس الوقت”. وانتقد موسى مارا انتشار القوات الفرنسية على نطاق واسع في منطقة الساحل، وقال إن عملية ”برخان” العسكرية منحت فرصة لعودة الإرهابيين إلى شمال البلاد المتاخم لحدود الجزائر، مبرزا أن ”القوات الفرنسية باتت أقل تركيزا ومنتشرة على نطاق واسع في منطقة الساحل والصحراء، لذا يبدو أن الأمر يشبه إتاحة الفرصة لهذه الجماعات للعودة وتعزيز وجودها”. وطالب بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بنشر المزيد من قواتها التي يصل قوامها حاليا، إلى 12 ألف فرد في شمال البلاد، وأن تلجأ لاستخدام طائرات الهليكوبتر والقوات الخاصة لمطاردة الإرهابيين الذين استغلوا مع الانفصاليين حالة الفوضى التي نجمت عن انقلاب 2012، للاستيلاء على المناطق الشمالية. وقال رئيس وزراء مالي إن ”منطقة كيدال بالشمال، ليس بها قوات من الجيش الحكومي المالي، كما أن القوات الدولية في ثكناتها أو ليس لديها إمكانية تكفي للوصول إلى مواقع الإرهابيين والمتمردين”، مضيفا أنه يتعين على قوة الأممالمتحدة هناك ”أن تتوقف عن تسيير دوريات.. يتعين عليها أن تتخذ وضع الهجوم لتحديد الملاذات غير الآمنة للقضاء عليها”، وأشار إلى أن ”الأمر الأول الذي يتعين القيام به هو أن يكثف الجيش الفرنسي جهوده، وأن يرسل قوات خاصة على الأرض، لأنه من الناحية العملية يتطلب الأمر القتال المتلاحم لتطهير هذه المناطق”.