تستعد وزارة الدفاع الفرنسية، لنشر 3 آلاف جندي على الشريط الساحلي الصحراوي، لتعزيز مكافحة الإرهاب، لاسيما بعد تأزم الوضع في شمال المالي وليبيا مما ستؤثر هذه الأحداث على الأمن في المنطقة لاسيما على الحدود الجزائرية، وفي هذا الصدد سيقوم وزير الدفاع الفرنسي جون أيف لودريان خلال نهاية الأسبوع المقبل بزيارة الماليوالتشاد للنظر في عملية إعادة الانتشار العسكري في منطقة الساحل التي تم إلغائها مؤخرا. تخوفا من تداعيات الأوضاع المتأزمة في شمال المالي وليبيا على دول الجوار لاسيما على الحدود الجزائرية، كشفت مصادر مقربة من وزارة الدفاع الفرنسية لصحيفة »لوموند« الفرنسية، أمس، عن الشروع في نشر 3 آلاف جندي فرنسي في الشريط الساحلي الصحراوي، لمكافحة انتشار الإرهاب في المنطقة، وذلك بعد أن خفضت قيادة العملية العسكرية الفرنسية »سرفال« قوات التدخل الضاربة في شمال مالي منذ أشهر، وحذرت في الوقت نفسه من حرب وشيكة في ليبيا يطول أمدها وتمتد إلى الجزائر وتونس المجاورة. ويتطلب الوضع المضطرب الذي تعرفه منطقة الساحل لاسيما في ليبيا وشمال مالي والذي يهدد استقرار شمال إفريقيا بالكامل، تعزيز الأمن والتواجد العسكري في هذه المنطقة لاسيما على الحدود الجزائرية، وهذا ما دفع بوزير الدفاع الفرنسي بزيارة الجزائر لتقوية مكافحة الإرهاب في الساحل من خلال تعزيز التعاون الأمني والعسكري على الحدود، لاسيما وأن منطقة الساحل مقبلة على وضع مضطرب قد يفوق في نتائجه الفوضى التي أعقبت الحرب في ليبيا وحرب شمال مالي في 2011 و,2012 حيث فرضت الجزائر قيودا على المعابر الحدودية، إذ يسمح فقط بعبور المواطنين الجزائريين من ليبيا والمواطنين الليبيين إلى ليبيا، وذلك بسبب اندلاع مواجهات عنيفة في بنغازي بشرق ليبيا بين قوات غير نظامية يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، حيث قام مجهولين بإطلاق صواريخ »غراد« على قاعدة جوية تابعة للجيش. وعقب الأحداث التي عرفتها منطقة كيدال في أقصى شمال شرق مالي، السبت الفارط، والتي كانت مسرحا لمعارك دامية تم خلالها حجز 30 موظفا كرهائن من قبل الجماعات المتمردة الطوارق، سيقوم لو دريان خلال نهاية الأسبوع المقبل بزيارة الماليوالتشاد للبحث في مسألة إعادة نشر قوات عسكرية في المنطقة التي تم إلغائها مؤخرا، لاسيما وأن مالي أعلنت الحرب على الإرهابيين، حيث تزامنت هذه التطورات الميدانية مع زيارة رئيس الوزراء موسى مارا لشمال البلاد، ما يعكس مدى الوضع المتفجر في كيدال، حيث أكد مارا تعبئة كل الإمكانيات لخوض هذه الحرب، متعهدا بخوض »حرب من دون هوادة على هؤلاء الإرهابيين«. وحسب الصحيفة الفرنسية، تأتي إعادة عملية انتشار 3 آلاف جندي فرنسي في دول الساحل والصحراء منها ألف جندي في منطقة ال »غاو« لمحاربة التهديد الإرهابي المتواجد في منطقة الساحل مما يسهل عليها اختراقها دول ليبيا وشمال تشاد وشمال النيجر، كما أشارت الصحيفة إلى التوتر في شمال المالي تثقل وتعقد من عملية المصالحة الوطنية بين الماليين وتجعلها شاقة بالفعل، والتي تحدث في سياق إقليمي متوتر يمثل تهديدا خطيرا في المنطقة.