وزير الخارجية الليبي: "لا أعلم أي شيء عن أهداف وأطراف حوار الجزائر" كشفت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، آن باترسون، أن دول الجوار الليبي يفضلون العمل على أزمة الفرقاء في ليبيا، عبر المبادرة الجزائرية، وذلك في سياق حديثها عن المبادرات المطروحة على الطاولة بما فيها المصرية. وأوضحت بارتسون، التي شغلت منصب السفيرة الأمريكية في القاهرة خلال حقبة رئاسة المصري المعزول محمد مرسي، في حوار لصحيفة ”الشرق الأوسط” اللندنية، أن هناك تعاونا أمريكيا- مصريا على ملفات عدة، بما في ذلك ليبيا، وقالت فيما يتعلق بالأوضاع في ليبيا أنه ”نحاول أن ندعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، وأعتقد أن الجزائر تلعب دورا بناء مع دول الجوار، والمصريون يلعبون دورا ولكن يريدون العمل ضمن الإطار الجزائري”. ويعد تصريح ممثلة الدبلوماسية الأمريكية ”دعما مباشرا” للمبادرة الجزائرية التي تعتمد على الخيار السياسي لحل الأزمة في ليبيا، فيما تركز القاهرة على الخيار العسكري لإنهاء الاحتقان. وفي ذات السياق، نفى وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي، محمد الدايري، أن تكون الحكومة الشرعية في ليبيا تلقت أي دعوة للمشاركة في الحوار الذي تستعد الجزائر لإقامته بين الأطراف الليبية، وأنه لا يعلم شخصيا أي شيء عن أهداف أو أطراف هذا الحوار. وتابع الدايري، في حوار مع ”بوابة الوسط”، أنه منذ 2012، بادرت ليبيا لدعوة دول الجوار للحوار حول التعاون المشترك، وتم تشكيل لجنتين أساسيتين، الأولى سياسية برئاسة مصر، والأخرى أمنية برئاسة الجزائر، و”نأمل أن يستمر التشاور والتنسيق بين كافة الأطراف لتحقيق الأهداف الرئيسية وهي ضبط الحدود، منع تسلل الإرهابيين والأسلحة التي يقتل بها الليبيون إلى التشكيلات المسلحة”. وحول وجود ”تعارض” بين الموقفين المصري والجزائري بشأن التعامل مع الأزمة الليبية، قال المسؤول الليبي أنه ”من جانبنا ننظر للأشقاء في البلدين بنفس المعيار وعلاقاتنا مع الطرفين ممتازة، لكن ربما وهو ما يدركه الأشقاء في الجزائر أن لنا خصوصية في العلاقة مع مصر لا ترتبط بالوضع الحالي بل تعود إلي عقود طويلة، حيث تأسس جيش السنوسي الوطني الليبي في مصر عام 1940، ومنذ تلك الفترة وتعتمد ليبيا على الكوادر المصرية في تأسيس الجامعات والمستشفيات، وأيضا في الجهاز القضائي ووضع النظم التشريعية وغيرها من القضايا التي تمس الحياة اليومية للمواطنين، فضلا عن وجود آلاف العائلات المتداخلة والمتصاهرة بين الشعبين”. وواصل بأن كل هذه الأمور جعلت من العلاقة مع مصر تتميز بالخصوصية، وهذا ”لا يعني أن نغفل علاقاتنا الاستراتيجية مع الشعب الجزائري، وأقول أن الجانب المصري في المباحثات الأخيرة، أبلغنا صراحة حرصه على التشاور الدائم مع الأشقاء في الجزائر فيما يتعلق بالشأن الليبي”، يضيف الدايري.