أكد تقرير أمريكي، أمس، أن صعود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ”داعش” كقوّة تهديد للأمن الإقليمي والعالمي، دفع إلى تغيير في الخريطة الجيوسياسية للأدوار التي تؤديها الجزائر. وأفاد معهد ”كارنيجي للسلام” في ورقة بحثية له، أمس، أن العدد المرتفع من المقاتلين الأجانب الذين توجّهوا من شمال إفريقيا، لاسيما تونس والمغرب، للانضمام إلى المجموعات المسلحة في سورية وتنظيم ”داعش”، خلق مجموعة من المشاكل للمنطقة، ”فالجزائر هي أول بلد يشهد بعد سورية إعدام رهينة غربية بطريقة مروّعة عن طريق قطع رأسه”. وقال إنه ”في أواخر الشهر الماضي، أعدم تنظيم جند الخلافة في أرض الجزائر المرتبط بتنظيم داعش، وهو أيضاً جماعة منشقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، السائح الفرنسي هيرفي غورديل، على الرغم من رفض تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بدايةً للخلافة التي أعلنها تنظيم داعش”. وقالت بعض المجموعات التابعة له في تونس وليبيا إنها تنوي أو تنظر في تبديل ولاءاتها والالتحاق بتنظيم داعش، يضيف التقرير. وذكر جاك روسوليي، أستاذ مادة العلاقات الدولية في الجامعة العسكرية الأمريكية، وفق ما جاء في التقرير الأمريكي، أنه رداً على التهديدات الإقليمية الأوسع، أرست واشنطن أسس مقاربة متمايزة للتعامل مع المغرب والجزائر، من خلال مبادرة الحوار الاستراتيجي مع البلدَين. وتابع بأنه ”كان إطلاق آليتَي الحوار بصورة متوازية مؤشراً عن القلق الأمريكي على استقرار المغرب العربي في ظل تدهور الأوضاع في ليبيا ومالي”، مشيرا إلى أن الحوار الأمريكي مع الجزائر يرتكز على المشاغل الأمنية، حيث تعلّق الولاياتالمتحدةالأمريكية أهمية قصوى على الجهود التي تبذلها الجزائر لمكافحة الإرهاب، وعلى دورها في نشر الاستقرار في المنطقة، ولاسيما في مالي والنيجر”، في حين ظلت الإصلاحات الديمقراطية والمتعلقة بآلية الحكم على رأس جدول الأعمال الدبلوماسي الأمريكي- المغربي. لكن منذ ظهور تنظيم ”داعش” وما يشكّله من تهديد إقليمي، لم تدع الولاياتالمتحدةالجزائر إلى الانضمام للتحالف الدولي لمحاربة ”الدولة الإسلامية”، فيما وجهت بالمقابل الدعوة إلى المغرب، وهذا مؤشر ربما بهدف التركيز على مهامها في بؤر الاضطرابات المجاورة، وإعادة اصطفاف للقوى الإقليمية، حيث تركّز الجزائر جهودها الدبلوماسية على ليبيا ومالي. وتكشف موافقة إدارة أوباما على تركيز الجزائر على النزاع في مالي وليبيا، وامتنانها للدعم الجزائري للائتلاف المناهض لداعش من دون التدخّل عسكرياً، كيف تستعيد الجزائر نفوذها الإقليمي وتحظى من جديد بالثناء الدولي.