اشترط المنظمون لأشغال اليوم التحسيسي حول العنف المدرسي في المؤسسات التربوية، الذي احتضنته صبيحة أمس المكتبة الرئيسية للمطالعة بعاصمة الولاية، لتجسيد مطالب عدة، وذلك للحد من الظاهرة التي أصبحت خطرا حقيقيا على الأساتذة وأبناء الأولياء، كتكوين أساتذة ومراقبين مؤطرين للتعامل مع الوضع القائم بغرض امتصاص جميع المخلفات والسلبيات، فضلا عن مكاتب خاصة بمحاورة التلاميذ المتمدرسين عبر المؤسسات التربوية للتقليل من الظاهرة، داعين من جهة ثانية مدراء وحراس المؤسسات التربوية إلى فتح الأبواب للتلاميذ المتأخرين عن الدراسة لحمايتهم من الانحرافات خارج الأقسام، وإعادة الاعتبار لجمعيات أولياء التلاميذ وشركاء القطاع في تسيير المؤسسات التربوية، وكذا إشراك ممثلي الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ في جميع نشاطات وقرارات مديرية التربية التي تخص الأبناء والأولياء، وكذا حقهم في الإعلام والنصوص القانونية. وفي رده على أسئلة ”الفجر” بحضور ثلاثة مختصين من المجلس العلمي لحقوق الطفل بالبليدة وباحث في علم الإجرام، قدموا محاضرات سوسيولوجية حول الوضع القائم في تشخيص تفاقم ظاهرة العنف المدرسي بشكل أصبح لا يطاق، معتمدين على عدة عوامل تكون من وراء الآفة الدخيلة على المجتمع الجزائري، قال صالح دخلي، رئيس الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ بتيبازة: ”إن ظاهرة العنف المدرسي أصبحت قضية كبرى، يحسب لها ألف حساب، ولا بد من مواجهتها، لكونها مهدمة لشخصية الإنسان ومؤدية لارتكاب جرائم بشعة في حق الأساتذة والتلاميذ بالدرجة الأولى، والناتجة عن ظروف تربوية ونفسية قاهرة، انطلاقا من عدم مراقبته من قبل والديه إلى حد تصفحه لمواقع خليعة وأفلام أمريكية، خاصة بالعنف اللفظي والجسدي”، مشيرا إلى أن المربي لا بد عليه أن يتحلى بروح المسؤولية في تصرفه اللائق حيال الوضع القائم وبحكمة بيداغوجية وأخلاقية، إلى جانب الوالد، أو بالأحرى تفادي النظرة العقابية الضيقة في حق التلميذ، شريطة أن لا يتخلى الأولياء عن أبنائهم خلال الدراسة وبعد مغادرتهم للمؤسسات التربوية نحو منازلهم، ويختم محدث ”الفجر” كلامه في هذا السياق، داعيا جميع الأولياء وشركاء قطاع التربية إلى ضرورة التكاتف لمواجهة داء العصر.