هناك دول غربية وخليجية تعرقل المساعي الجزائرية لتسوية الأزمة الليبية أكد اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد، في حوار مع ”الفجر”، أن أطرافا غربية وخليجية تسعى إلى عرقلة الجهود الجزائرية في الملف الليبي ودول الجوار، وهي تعمل على تقوية طرف ضد الأخر لانها تدعم الحلول العسكرية، مشيرا إلى أن التنسيق بين الجزائر وبعض الأطراف الليبية من شأنه دفع الجهود في الاتجاه الصحيح، رغم صعوبة المأمورية، موضحا أن اللواء خليفة حفتر مدعوم من القوى الشعبية والجيش في ليبيا، وهو يعمل لصالح الشرعية. الفجر: هل تعتقد أن الجزائر ستنجح في كسب القبائل الليبية من أجل التعاون في تأمين الحدود ودفع الحوار وبسط الاستقرار في ليبيا، قياسا مع ما قامت به مع بعض الأطراف المالية بإقليم أزواد؟ عبد العزيز مجاهد: نعم ذلك ممكن، لأن المقاصد الجزائرية مبنية على أساس خدمة كل الأطراف الليبية. والجزائر لا تفرق بين طرف وآخر، لأنها تسعى لإيجاد أرضية وفاق وطني تهم كل الشعب ومن أجل مصلحة الشعب الليبي والمنطقة برمتها. كما أن حكماء ليبيا اليوم يهمهم استقرار البلد، وعلى هذا الأساس فإن القبائل الليبية الموجودة على الحدود مع الجزائر ليس من مصلحتها التصعيد. ما هو تقييمك للتعاون الجزائري المصري في ظل مساعي دول الجوار لحل الأزمة الليبية؟ نعم هناك تنسيق جيد وهو يتطور. وأنا أقول إنه من مصلحة الجميع التعاون للوصول إلى الهدف المنشود وتقريب الأطراف الليبية المتنازعة، وعلى الجميع الارتقاء إلى المستوى المطلوب والتحلي بالمسؤولية لتحقيق نتائج إيجابية في ظرف زمني معين، لأن المرحلة حساسة جدا، وتضييع الوقت ليس في مصلحة دول جوار ليبيا والمنطقة. والمشكل الأساسي في عدم إحراز تقدم في الملف، هو وجود نوايا سيئة ودول تعمل، بل وتجتهد من أجل تأجيل الحلول والإبقاء على الوضع مثلما هو عليه الآن، بل هي منزعجة من المساعي التي تقوم بها دول الجوار لصالح ليبيا بكل صراحة. هل تعتقد أن الزيارة التي قام بها وزير دفاع دولة الإمارات مؤخرا إلى الجزائر في صالح الجهود التي تقودها دول جوار ليبيا؟ الواقع يؤكد أن كل الجهود التي تدعم الحل العسكري لا تخدم مصلحة الشعب الليبي، لأن الحلول العسكرية التي ترعاها بعض الدول تقوي طرفا على آخر، وتعقد الأزمة أكثر بين الأطراف الليبية، وهي نوع من التدخل الأجنبي في المنطقة، ما يعاكس التوجه الذي ترعاه الجزائر الذي يأخذ بعين الاعتبار سيادة ليبيا، وعليه فإن تقوية طرف على آخر، لا تخدم ليبيا ولا المنطقة. بعض الدول الخليجية والغربية منزعجة من الجهود الدبلوماسية الجزائرية في تسوية الأزمة الليبية، فهناك السعودية وقطر وتركيا وإسرائيل وفرنسا، والولايات المتحدةالأمريكية، كل هذه الأطراف لديها نظرة مخالفة لجهود دول جوار ليبيا، وأغلبها تدعم التدخل العسكري، وتمول طرفا ليبيا ضد آخر من أجل السيطرة على المنطقة، وهذه الدول تصنع رأيا عاما مغالطا حتى تسوق أجندتها. مع جميع التطورات التي شهدتها ليبيا في الفترة الأخيرة، هل تعتقد أن الحدود الجزائرية الليبية متحكم فيها اليوم ضد الجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها تلك التابعة للإرهابي مختار بلمختار؟ نعم قوات الجيش الوطني الشعبي متحكمة في الوضع، وهناك توزيع استراتيجي على مستوى الحدود بشكل يضمن تأمينها، ولو لم يكن ذلك لحدثت اختراقات من قبل الجماعات الإرهابية. الجزائر مدركة جيدا لرغبة البعض في التدخل بالمنطقة تحت أي ذريعة، لذا فهي تعمل على سد الثغرات، وتبدي اهتماما بالملف الليبي وتعمل عليه مع دول الجوار المعنية بنفس الخطر، لأن الطرف الأجنبي يريد تخريب الأوضاع وليس دعم الحوار. ما هي قراءتكم للعملية التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر؟ اللواء خليفة حفتر وطني، وأنا أقول إن كل من يعمل على إقامة دولة فهو شخص وطني، وهو يلقى مساندة من قوات شعبية ليبية ومدعوم من الجيش الليبي والمجلس الوطني منتخب ويخضع للحكومة، ولهذا فأنا أعتقد أنه يخدم الشرعية ويدافع عنها، وهو في الطريق الصحيح.