أحزاب جزائرية تدعو إلى استخلاص الدرس التونسي اعترفت حركة النهضة التونسية بفشلها في الانتخابات التشريعية، المنظمة أول أمس، أمام حزب نداء تونس، لزعيمه قايد السبسي. وقال زياد العذاري الناطق الرسمي لحزب الغنوشي، إن حركته ”انهزمت” في الانتخابات التشريعية أمام حركة نداء تونس. وعبر الناطق الرسمي لحركة النهضة في تصريحات لإذاعة محلية، عن ”قبوله” بالنتيجة، مقدما تهانيه للقيادة في حركة نداء تونس. وأوضح أن حركة النهضة دفعت ”ثمن توليها الحكم خلال المرحلة الانتقالية لارتكابها أخطاء كادت أن تكون أكبر مما وقع”، مضيفا أن حركة الغنوشي ”لا يهمها الحكم مهما كان الثمن، وإنما تسعى إلى بناء تونس والمشاركة في الحياة السياسية بشكل إيجابي”. ن. بلاك
ذويبي وصف الانتخابات التشريعية في تونس ب”صفعة كبيرة للنخبة الديكتاتورية العربية” حمس تدعو إلى ابتعاد العسكر عن السياسة والنهضة تنادي لاحترام الشركاء السياسيين أثارت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية في تونس، ردود أفعال أحزاب التيار الإسلامي التي أرجعت نجاح التجربة الديمقراطية في مهد ثورة ”الربيع العربي” إلى توفر الأسس السليمة، حسبما أوضحه محمد ذويبي، رئيس حركة النهضة، وإلى ابتعاد المؤسسة العسكرية عن الفعل الانتخابي كما أشار إلى ذلك عبد الرزاق مقري، زعيم حمس. اعتبر مقري أن تونس ”المخبر” الذي ستُصنع فيه تجربة الديمقراطية في العالم العربي، كما ذكر سابقا. وها هو الأمر يتأكد، بعد نجاح العملية الانتخابية نجاحا كبيرا بنسبة حقيقية في حدود 60 بالمائة، معقبا بأنه ”لا يهم من ينجح، النهضة أو نداء تونس”. وأضاف حول الأسباب التي تجعل التجربة التونسية تنجح دون غيرها، أنه ”بسبب وجود حركة إسلامية راشدة كحركة النهضة لها القدرة على إدارة الصراع لصالح تونس ولصالح الحرية، وبشكل أساسي بسبب عدم تدخل المؤسسات العسكرية والأمنية في الشأن السياسي. فالقانون الانتخابي التونسي لا يسمح لأفراد المؤسسة العسكرية والأمنية بالمشاركة في العملية الانتخابية”، حسب ما أشار إليه في صفحته الرسمية بالفايسبوك. وواصل رئيس حمس بأن ذلك يختلف بشكل جذري عن الجزائر التي تتحكم في النتائج بالتدخلات المباشرة وغير المباشرة للمؤسسة العسكرية والأمنية، و”لدينا أرقام لا تدع مجالا للتفلسف والتبجح تدل على نتائج ساحقة لصالح جبهة التحرير في مكاتب اقتراع يقابلها في نفس الحي ونفس الشارع مكاتب اقتراع لا يصوت فيها العسكر لم تنجح فيها جبهة التحرير”. وتساءل: هل يوجد حزب في العالم ينافس الدولة وينافس العسكر الذين تحكمهم الأوامر الصارمة وليست القناعات؟ وتابع بأن هذا علاوة على ألاعيب الكمبيوتر في الكتل الناخبة التي لا يعرفها أحد إلى اليوم. وأردف مقري، بالتساؤل هل يمكن للديمقراطية في الجزائر أن تنجح إن لم نسر على نهج تونس، دون تحقيق تمدين العمل السياسي، ودون توجيه المؤسسة العسكرية والأمنية إلى أدوارها ووظائفها المعروفة دوليا ودستوريا وهي المحافظة على الأمن والحدود، وأن يشعر كل جزائري بأن المؤسسة العسكرية هي مؤسسته كذلك، حسب قوله. من جانبه، قال رئيس حركة النهضة، محمد ذويبي، في بيان تسلمت ”الفجر” نسخة منه، إنه تابع باهتمام كبير نجاح العملية الانتخابية في تونس وتجربتها الناجحة التي ستؤدي إلى الانتقال الديمقراطي الذي سيوفر الاستقرار والتنمية والاستجابة للاحتياجات الشعب التونسي في الرقي والازدهار وفق أسس صحيحة وسليمة، مرجعا نجاح العملية السياسية لاحترام قواعد العملية الديمقراطية واحترام الشركاء السياسيين وعلى رأسهم حركة النهضة التي تنازلت عن حقها في الحكم لصالح المصلحة الوطنية والشعب التونسي وتفويت الفرصة بالمتربصين بالتجربة التونسية. واعتبر الأمين العام لحركة النهضة أن نجاح العملية الانتخابية ”صفعة كبيرة للنخبة الديكتاتورية الحاكمة في العالم العربي ولأعداء الحرية والديمقراطية والتي أتت بها ثورة الياسمين في تونس”.