نوه، أول أمس، نخبة من المؤرخين بالنجاح الذي حققته جبهة التحرير الوطني في تعبئة الطاقات البشرية الاجنبية المناهضة للاستعمار، إبان الاحتلال الفرنس، واستقطابها لتعاطف العديد من البلدان الأجنبية، التي قدمت الدعم والاعتراف للأفلان لمناصرة القضية الوطنية، على غرار دول شرق أوروبا كيوغوسلافيا سابقا، بالإضافة إلى البلدان اللاتينية والعربية كمصر، التي اعتبرت القضية الجزائرية، قضية ضد الامبريالية وضد وحشية وتجاوزات الجهاز القمعي الاستعماري، وهذا لتحرر جميع شعوب العالم. ذكر الناشط الفرنسي ”دومينيك فالون”، خلال لقاء حول ”التضامن الدولي مع حرب التحرير الجزائرية” بالجناح المركزي، بأهم الأحداث والمواقف التي اتخذها طلاب النقابات الفرنسية إبان ثورة التحرير الوطنية، والتي أتت على حسب قوله ”لتساند الثورة الجزائرية، ولكي تدعمها فوق الأراضي الفرنسية، وهذا بتنظيم العديد من اللقاءات التشاورية مع مختلف الأطراف الفاعلة على الصعيد السياسي والاجتماعي في فرنسا آنذاك”. وأكد السيد ”فالون” أن ”المأمورية لم تكن سهلة، بحيث كان يجب العمل بالتوازي مع ما كان يجري فوق الأراضي الجزائرية، سيما وأن الحكومة الفرنسية كانت تقيد المعلومة، حيث كانت تصورها للمجتمع الفرنسي على كونها أحداثا بسيطة سيتم إخمادها سريعا، مما عجل مواصلة وتكثيف الجهود بين النقابات المختلفة للضغط على حكومة الاحتلال الفرنسي، بالتبليغ عما يجري حقيقة -يضيف- بغية تعبئة أكبر عدد من المساندين للثورة الجزائرية لتحقيق مسعاها في التحرر، وكذا الضغط على حكومة ديغول لتفتح هذه الأخيرة مجال لمفاوضات مع جبهة التحرير الوطني هدفها الوحيد استقلال الجزائر”. من جهته، أشار الأستاذ ”ليو لين” إلى الدور الفعال الذي لعبته الحكومة الصينية في دعم الثورة التحريرية، وخاصة المساندة التي أتت بعد اعتراف الرئيس الصيني ”ماو تسي تونغ” بالحكومة الجزائرية المؤقتة، مثمنا الدور الهام والفعال الذي لعبته الصين على جميع الأصعدة، على اعتبار أنها أول دولة غير عربية تعترف بالحكومة الجزائرية، وكذا تقديم المساعدات المعنوية سيما المادية من خلال تزويد الجبهة بالأسلحة اللازمة، كما تحدث الأستاذ الجامعي عن التواصل الصيني-الجزائري، إبان ثورة التحرير، والذي استمر إلى ما بعد الاستقلال، من خلال إرساء وتوطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين. كما تطرق حبيب بلعيد إلى الدور الهام والأساسي الذي لعبته البلدان المغاربية في تحرير أرض الجزائر، حيث أبرز أن تونس والمغرب ”قدما دعما لوجستيكيا، معنويا وبشريا، لتأسيس جيش جزائري حقيقي، منظم يمكن أن يواجه القوى الاستعمارية الأولى في العالم آنذاك..”.