تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرض قيود أمنية مشددة على أنحاء مختلفة من القدس المحتلة وخصوصا البلدة القديمة، حيث من المتوقع أن يشهد اليوم محاولات من اليهود المتطرفين للتظاهر في باحة الأقصى الشريف، وسط دعوة واشنطن الأطراف الإسرائيلية والفلسطينية ل”المزيد من العمل” لإنهاء وتخفيف التوتر. قام عشرات ”المتطرفين” اليهود بالتظاهر، يوم أمس الجمعة، في باحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، بعد قيام الشرطة الإسرائيلية بمنعهم من الوصول إلى الباحة، بينما قررت شرطة الاحتلال أنها ستمنع المصلين المسلمين من الرجال الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما من الصلاة في المسجد الأقصى، وأعلنت شرطة الاحتلال في بيان، أول أمس الخميس، الدفع بالآلاف من أفرادها إلى محيط المسجد الأقصى وفرض إجراءات على دخول المصلين خلال صلاة الجمعة. يأتي ذلك بعد عملية الدهس التي نفذها فلسطيني ضد مجموعات من الجنود الإسرائيليين، وأسفرت عن مصرع ضابط وإصابة أربعة عشر إسرائيليا، قبل أن يتوفى آخر متأثرا بجراحه صباح اليوم، كما أدت العملية إلى استشهاد منفذها بعد أن أطلقت شرطة الاحتلال النار عليه. وصباح أمس الجمعة، أصيب 17 شابا فلسطينيا على الأقل، إثر اشتباكات بالحجارة مع قوات الجيش الإسرائيلي عند حاجز قلنديا قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية، وانطلقت مسيرة حاشدة للمصلين المسلمين عقب صلاة الجمعة من أمام مخيم قلنديا باتجاه حاجز قلنديا العسكري، رفع فيها شعارات منددة بالإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس والمسجد الاقصى، وقبل اقتراب الشبان من الحاجز، أطلق جنود إسرائيليون وابلا من قنابل الغاز والرصاص المطاطي، مما أدى إلى إصابة عدد من الشبان الذين قاموا برشق الجنود بالحجارة، وانتهت صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة، ومنعت الشرطة الإسرائيلية المصلين من الرجال الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً من الصلاة في المسجد الأقصى الجمعة. 150 متطرفا يهوديا يطالبون بالصلاة في باحة الأقصى وفي وقت سابق من يوم أول أمس الخميس، توجه نحو 150 متطرفا يهوديا، غالبيتهم من الشبان المتدينين، إلى البلدة القديمة للمطالبة ليس فقط بالحق في الصلاة في باحة الأقصى الشريف، بل باستعادته. وقال النائب السابق مايكل بن أري أن الشعب اليهودي مرتبط بجبل الهيكل، وأضاف أن أسلافهم كانوا يصلون من أجل العودة إلى جبل الهيكل، ولكن الشرطة منعتهم من دخول باحة المسجد الأقصى بل حتى من الذهاب إلى حائط البراق أسفل باحة الأقصى، واضطر المتطرفون للصلاة أمام حاجز الشرطة، وأعلنت الشرطة الإسرائيلية من جهة أخرى أنها ستمنع المصلين المسلمين من الرجال الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما من الصلاة في المسجد الأقصى الجمعة، وذلك بسبب معلومات تفيد بأن ”شبانا عربا ينوون بث الفوضى” بعد صلاة الجمعة. وتشهد أحياء القدس المحتلة منذ أسابيع مواجهات متفرقة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، عقب اقتحامات متعددة للمسجد الأقصى من مسؤولين إسرائيليين ومتطرفين يهود برفقة قوات الاحتلال. ردود فعل دولية قلقة بشأن التوتر الذي تعيشه القدس وفي سياق ردود الفعل الدولية بشأن الاشتباكات المتواصلة في القدس المحتلة، بين المصلين المسلمين وقوات الجيش الإسرائيلي، شدد ملك الأردن، عبد الله الثاني، خلال اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على رفض الأردن المطلق لأي إجراءات من شأنها المساس بقدسية المسجد الأقصى وحرمته، وتعريضه للخطر أو تغيير الوضع القائم إزاءه. في المقابل أكد نتنياهو على احترام الوصاية الهاشمية في القدس ودورِ الأردن التاريخي بموجب اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، كما أعرب عن التزام إسرائيل بعدم تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي، وسعيِه لإعادة الهدوء في القدس. ومن جهة أخرى، أعربت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جنيفر بساكي، أول أمس الخميس، عن ”قلق واشنطن الشديد”، من تصاعد التوتر مؤخرا في أنحاء القدس وفي المنطقة المحيطة بالحرم الشريف، وطالبت بساكي الأطراف الإسرائيلية والفلسطينية ب”المزيد من العمل” لإنهاء وتخفيف التوتر الذي بات ينذر بمواجهات واسعة” في مدينة القدس. مجلس الشيوخ الفرنسي يطالب بالاعتراف بدولة فلسطين يصوت مجلس الشيوخ الفرنسي، يوم 11 ديسمبر المقبل، على مشروع يطالب باريس بالاعتراف بدولة فلسطينية، وهو توجه يبدو واضحا في عدد من الدول الأوروبية، وقال أعضاء في مجلس الشيوخ يتبنون هذه المبادرة، أن النص غير الملزم يقترح أن يعلن المجلس ”رسميا تمسكه بمبدأ دولة فلسطينية قابلة للاستمرار تعيش بسلام إلى جانب دولة إسرائيل، ويعبر عن الرغبة في أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين ديمقراطية وتتمتع بالسيادة”، حيث يرغب الأعضاء من الحزب الاشتراكي الحاكم أيضا أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين، وهم يحضرون لهذه الغاية مشروع قرار يعرض في الأسابيع المقبلة يدعو الحكومة الفرنسية إلى القيام بذلك. وفي تصريحات سابقة، قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن بلاده يجب أن تعترف بدولة فلسطين، معتبرا أن ذلك سيساعد في تحقيق السلام. وسبق ذلك الحزب الاشتراكي الإسباني الذي قدم الشهر الماضي أيضا اقتراحا في البرلمان لمناقشة الاعتراف بدولة فلسطينية، كما اعترف مجلس العموم البريطاني، في اقتراع رمزي مؤخرا، بدولة فلسطين بأغلبية 274 صوتا مقابل 12، في جلسة تغيب عنها رئيس الوزراء ديفد كاميرون، وفي إيرلندا ناقش البرلمان خطط الحكومة تجاه الاعتراف الدبلوماسي الكامل بدولة فلسطين، على غرار حكومة السويد التي أعلنت أن قرار الاعتراف بدولة فلسطين سيمر دون موافقة البرلمان، وقد اعترفت 134 دولة في العالم بدولة فلسطين بحسب السلطة الوطنية الفلسطينية، وكان آخرها يوم 10 أكتوبر السويد، وهي الدولة الوحيدة من أعضاء الاتحاد الأوروبي التي تقوم بذلك.