نقاط الاستعجال الجواري لا تتجاوز 30 موزعة على 57 بلدية خرج أعضاء المجلس الشعبي الولائي، خلال الدورة العادية لأشغاله المنعقدة نهاية الأسبوع الماضي، بمخطط شامل لإدارة الكوارث الطبيعية للعاصمة بعد أن أضحت هذه الأخيرة منطقة نشاط زلزالي، وكذا فيضانات وانزلاق التربة، ناهيك عن الانتشار الواسع للبناء الهش في نسيجها العمراني، ما يبعث على القلق ويؤكد وجوب صحوة مسئوليها واتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية سكان الجزائر البيضاء من مخاطر الكوارث الطبيعية وحتى الانسانية الناجمة عن الحوادث المرورية والحرائق، وغيرها بتبني برنامج وقائي سليم وناجح. شدد رئيس لجنة التعمير والسكن المكلف بإدارة ملف الكوارث الطبيعية بالعاصمة، عبد القادر صافي، على ضرورة إعلام المواطنين وكذا استعدادهم لاستقبال الكوارث التي تحدث طبيعية كانت أم انسانية، وذلك من خلال الوقاية وتحضير مخطط الاسعافات، وكذا اتباع ما أسماه نظام الصمود والمرونة ببناء نظام يسمح للمدينة بمقاومة التأثيرات الخارجية باسترجاع هيكلها الأصلي مع تجميع طاقتها وقدرة الناس على المواجهة والتغلب على الشدائد، مشيرا المتحدث في معرض مداخلته أثناء سير أشغال الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي إلى عدة نقاط يقوم عليها هذا النظام أهمها، وضع استراتيجيات للإنذار المبكر والوقاية من الكوارث، وتحديد نقاط الضعف في الخدمات والبنية التحتية الحضرية والتنسيق مع جميع المتعاملين في مختلف المجالات الحضرية، ومراجعة مخططات الاستراتيجية لتسيير المدينة ووضع نظام تسيير الادارة لمختلف الخدمات الحضرية، وكذا إعداد المدينة الذكية للخدمات الحضرية كوضع أجهزة الاستشعار الزلزالية، وقياس الحرارة واستهلاك الطاقة ووسائل الاتصالات، واعادة النظر في مخطط السير والمواصلات داخل المدينة بما يسهل التجاوب السريع في تقديم الاسعافات الأولية عند حدوث الكوارث طبيعية كانت أم إنسانية. وتطرق المخطط لوجوب تدارك بعض النقائص التي تعاني منها الجزائر العاصمة، على غرار توفير بعض المرافق كمصالح حفظ الجثث التي أكدوا قلتها لاستيعاب ضحايا الكوارث في حالة وقوعها، وكذا نقص الخرائط وتعداد السكان حسب الأحياء، وانعدام الخرائط الخاصة بشبكة الصرف الصحي والمياه والغاز، وكذا وسائل النقل والتنقل لمكان الحدث وتدارك الخطر المسجل في مثل تلك الحالات، مشيرا في تقريره إلى اكتساب الجزائر لبعض الخبرات من خلال كارثتي نوفمبر2001 بباب الوادي وزلزال 2003، من خلال تهيئة وادي مكسل المنحدر من أعالي بوزريعة مرورا بباب الوادي، وتنقية البالوعات وفتح الأنفاق. وأوصى الحاضرين بضرورة اتباع اجراءات الوقائية والعلاجية من خلال أجهزة التخطيط للحاضر والمستقبل، واعتماد سياسات وبرامج تعليمية للأفراد منذ الصغر تركز على موضوع الاستعداد ومجابهة الكوارث، إلى جانب دعم المخازن الولائية والمحلية بكافة المستلزمات، خاصة منها رزم الأدوية الاستعجالية والأغطية والأفرشة ومعاينتها بصفة دورية لتجنب تلفها، وكذا رفع نقاط الاستعجال الجوارية المتواجدة بالعاصمة، حيث تبلغ حاليا 30 نقطة موزعة عبر 57 بلدية، ما يخلق الضغط بوقوع الحوادث، وتعميم مراكز الاسعاف الاستشفائي الاستعجالي بالمناطق الغربية والشرقية للولاية، على غرار المركز الاستعجالي الذي دشن بمنطقة سيدي يحي والمتوفر على كافة الأجهزة والامكانيات الضرورية للتكفل الأمثل بالحالات الاستعجالية، وتفعيل التنسيق بين مختلف الفاعلين ضمن مخطط مواجهة المخاطر والكوارث الطبيعية وتكوين المواطنين مع أفراد الحماية المدنية للقيام بالإسعافات الأولية، وتشجيع البلديات على اقتناء سيارات الاسعاف لضمان تغطية المقبولة.