شهد، مساء أول أمس، ركح المسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي، عروضا فنية كوريغرافية متباينة الرسائل والمواضيع، لبلدان الجزائر والمغرب، بالإضافة إلى كينيا وفلسطين، ضيف شرف الطبعة السادسة للمهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر بالجزائر. وقدمت فرقة مسرح الشرق والرقص الفلسطينية، عرضها المعنون ”سفر”، من تصميم وإخراج ماهر الشوامري، وسط حضور متوسط للجمهور مقارنة بسهرات المهرجان الماضية، وتضمن العرض الموسوم ”سفر”، لرسالة فلسطينية إلى شعوب العالم عن معالم الحرية والمقاومة، وهذا عبر حركات جسدية راقصة اختلفت من مشهد إلى اخر، اختزلت روح الإنسان الفلسطيني المعذب، الذي يعيش تحت الاحتلال الصهيوني، كما مثلت الفرقة عبر عرضها، الإرادة القوية للشعب الفلسطيني ورغبته الدائمة في تحقيق المبتغى، بمعنى آخر الحرية التي يتوق إليها الفرد الفلسطيني. وتميز العرض، الذي قدمته الفرقة القادمة من مدينة رام اللهالمحتلة، بعدة مشاهد راقصة مستوحاة من الحياة اليومية للفلسطينيين، سيما تلك التي قدمها العنصر النسوي للفرقة، والتي حملت العديد من الدلالات التي توحي بالأبعاد الفلسفية المرتبطة بالإنسان وعلاقته بالحرية والأرض، واستعانت الفرقة في تقديم مشاهدها بالإضاءة المتميزة، وكذا انغام موسيقى ”الدبكة” المنبعثة في أرجاء المسرح الوطني الجزائري. وعرضت فرقة ”زاما زاما” الكينية، آخر إبداعاتها الذي حمل عنوان ”توميا هي”، حيث جسدت الفرقة المتكونة من 6 أعضاء، رقصات عصرية، اتسمت بلمسات الرقص الإفريقي التقليدي، ودافعت من خلالها ببعث رسائل تربوية عن الحرية، وحق الإنسان البسيط في العيش الكريم، وكذا كيفية محاربة الفقر عبر الفن، بالإضافة إلى التطرق إلى عنصر الماء وما يحمله من أهمية في الحياة، وللتعبير عن دلالات الموضوع أنشأت الفرقة فوق ركح بشطارزي ديكور خاص بالعرض، حيث تم وضع أسطال للمياه استعملت في الرقص.. واختتمت مجموعة ”2k-far” المغربية للرقص المعاصر، السهرة، بعرض كوريغرافي موسوم ”سول أوس” بقيادة الفنان خالد بن غريب، عكس من خلاله الواقع المعاش في المغرب الشقيق والتغيرات الجذرية التي يعيش عليها المجتمع، وجاء هذا عبر رقصات لعالم افتراضي خيالي، يناقش فكرة التقاء الشارع مع عملية الثورة العمياء، ارتكز العرض على عدة قراءات ترجمت الاجابة، لأسئلة عن الذات، تمثلت في ”من نحن، وأين نحن، وما الذي قد نرفضه.”.