اختتمت أول أمس، بتيبازة، أشغال الملتقى الدولي الثاني، حول الاستثمار السياحي بالجزائر ودوره في تحقيق التنمية المستدامة، بجملة من التوصيات القيمة التي من شأنها أن تساهم في دفع عجلة قطاع السياحة ببلادنا إلى الأمام بعد الركود الذي لازمه قبل وبعد العشرية السوداء. وشارك في الملتقى الذي نظمه المركز الجامعي مرسلي عبدالله بتيبازة، بالتعاون مع مخبر البحث للاقتصاد والتنمية، وبرعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، 34 أستاذا جامعيا، للمساهمة في إيجاد الحلول المناسبة للعراقيل والحوائز التي يعيشها قطاع السياحة في بلادنا، وحالت دون خروجه من النفق المظلم، حيث شكلت اللجنتين العلمية والتنظيمية للملتقى من أغلبهم للمناقشة والتشاور، بمعية دكاترة وخبراء محاضرين تم استدعاؤهم من السعودية، مصر، الإمارات العربية ماليزيا، الأردن وقطر، لعرض تجاربهم عن بعض الدول العربية وأخرى أجنبية رائدة في المجال السياحي، لتجسيد مشروع الاستثمار السياحي بالجزائر ودوره في تحقيق التنمية المستدامة على أرض الواقع، وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة والاكتفاء الذاتي، إلى جانب القطاع الفلاحي للتقليل من عبء المحروقات التي تتشكل منها الواردات بنسبة تفوق 80 بالمائة. وتتمثل التوصيات في جملة من التوجيهات التي يراها الخبراء والمختصون في المجال السياحي، كفيلة بتفعيل القطاع السياحي في الجزائر ودفعه إلى الأمام، في مقدمتها إدخال ودمج الجوانب المتعلقة بالبيئة في سياسات وبرامج التنمية السياحية من أجل اقتصاد أخضر، تطوير التعليم السياحي من خلال استحداث معاهد ومراكز متخصصة، تشجيع الشراكة والتعاون بين الأكاديميين والمهنيين من خلال إقامة المؤتمرات والتظاهرات للنهوض بالقطاع السياحي في الجزائر، العمل على إنشاء بنوك متخصصة في المجال السياحي من أجل توفير الدعم والتمويل اللازمين للمنشأة السياحية، تفعيل القوانين والتشريعات المتعلقة بالاستثمار السياحي لتشجيع وتذليل العقبات بما يحقق تنافسية القطاع السياحي، توفير الأمن والاستقرار اللازمين بما يكفل توافد السياح وتسهيل اجراءات تنقلاتهم، تفعيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المجال السياحي والفندقي والاهتمام بالصناعات التقليدية العمل على توفير المقومات والمتطلبات الداعمة للصناعة السياحية من فنادق ومطاعم وشبكات طرق والمجمعات الطبيعية، إرساء ونشر الثقافة السياحية لدى أفراد المجتمع، استغلال التطور التكنولوجي في خدمة السياحة وتبني مدخل السياحة الإلكترونية للتعريف بالمنتج السياحي والترويج له، الاستفادة من تجارب الدول الرائدة في المجال السياحي بما يتناسب مع البيئة والثقافة الجزائرية وتثمين الإمكانيات الطبيعية والتاريخية والثقافية التي تزخر بها الجزائر واستغلالها لصالح قطاع السياحة بشكل عام.