يواجه سكان قرى منطقة زراية المعزولة والمتناثرة بين اصفح الجبال الفاصلة بين ولاية سطيف وباتنة بالجهة الجنوبية الشرقية، يواجهون ظروفا حياة قاسية، حيث لا يزالون يحتطبون من الجبال المحاذية لسكناتهم لأجل التدفئة، وسط برد قارص، ولا تتوقف معاناة سكان مشاتي زراعية الواقعة ببلدية بيضاء برج جنوبي ولاية سطيف، صيفا ولا شتاء مع الماء الشروب، حيث عرف هؤلاء المعاناة مع ازمة الماء بدأت منذ نعومة أظافرهم لكنها لم تنته إلى يومنا هذا، فلا تزال العديد من المشاتي المعزولة في أعالي جبال وادي أوفوغال أو بمنطقة أخرى، على غرار مشاتي الغنانمة ولعلامة والحوايف وأولاد حجيجو وغيرها من المشاتي التي تحمد الله على كرمه وجوده، من خلال بقاء بعض الينابيع الطبيعية متفجرة هنا وهناك والتي يحج إليها السكان من كل فج عميق، حيث يقطع بعضهم مسافات طويلة للتزود بدلاء من الماء وبطرق تقليدية جدا، وبعضهم لا يزال يستعمل البغال والأحمرة إلى اليوم من أجل نقل الماء، وهو الوضع الذي وقفنا عليه، عند بئر طبيعي بمنطقة الحوايف، حيث يتجمع حوله العطشى من كل مكان أملا في الظفر بدلاء من الماء، وكان أغلبهم من الأطفال.