مثلت سيدة أعمال جزائرية كضحية في قضية معنونة بالنصب والاحتيال، على مستوى محكمة بئرمرادرايس بالعاصمة، بعد أن سلبها المدعو ”حجاج فضيل”، وهو لاعب كرة قدم محلي، مبلغا ماليا مقدرا ب1.45مليار سنتيم في صفقة شراء حديد وهمية من دولة إيطاليا. وحسب المعطيات التي استعرضتها الضحية في جلسة المحاكمة، وهي سيدة أعمال جزائرية، فإنها تعرفت على المتهم في قضية الحال وهو اللاعب ”حجاج فضيل” بعد أن جمعت بينها وبين أحد أصدقائه معاملة تجارية تمثلت في كراء محل تجاري لهذا الصديق، وعندها ظلت على اتصال باللاعب حجاج فضيل لأزيد من سنة، بعد أن عرض عليها إشراكها في صفقة تجارية تمثلت في استيراد مواد البناء وتحديدا مادة الحديد من دولة إيطاليا، حيث أوضح لها أنه يعاني من نقص مالي للخوض في هذه الصفقة المربحة، ولو أنها تتكفل بما تبقى من مبلغ الصفقة على أن يعيد لها المبلغ في أجل أقصاه شهر واحد مرفوقا بإكرامية مغرية، وذلك بأن يقدم لها نسبة معتبرة من الأرباح التي ستدرها عليه هذه الصفقة. وحسب ما جاء على لسان الضحية فإنها قدمت له هذه المبالغ المالية على دفعات وبحضور شهودها، ولكن دون أن تستلم منه أي وثيقة تثبت استلامه لهذه المبالغ منها. الضحية صرحت خلال جلسة المحاكمة أن المتهم أوهمها أنه مسير لشركة استيراد وتصدير وهمية، واستعمل معها عدة طرق احتيالية لاستنفاذ أموالها، وبعد أن استلم منها مبلغ 1.45مليار سنتيم، انتظرت بفارغ الصبر استرداد أموالها مع نسبة الأرباح التي وعدها بها، وعندما تأخر عليها بالدفع راحت تطالبه بأموالها وعندها أظهر لها عقدا يتضمن انتسابه لفريق مولودية العاصمة بقيمة 500 مليون سنتيم، وأنه يملك شيكا آخر باسم شقيقه يتضمن مبلغ 800 مليون سنتيم، وأنه سيعيد لها أموالها في أقرب الآجال، إلا أنه اكتفى بإعادة مبلغ 152 مليون سنتيم فقط، في حين ظل يماطلها في دفع ما تبقى من الأموال، وهو الأمر الذي أثار حفيظتها ودفع بها لإيداع شكوى قضائية ضده لدى وكيل الجمهورية بمحكمة بئرمرادرايس، ليتم إثر ذلك استدعاءه من قبل الضبطية القضائية وسماعه. وحسب ما جاء في محاضر السماع فإن اللاعب حجاج اعترف خلال سماعه من قبل الضبطية القضائية بمعرفته بالضحية في قضية الحال، في حين أنكر ما نسب إليه من تهم، موضحا أنه يعرفها سطحيا ولم يدخل معها بتاتا في أي مشروع تجاري، مؤكدا في ذات الوقت أنه لم يسلبها هذا المبلغ المالي الضخم لا عن طريق الاحتيال والنصب ولا حتى في معاملات تجارية. القاضي الذي ترأس جلسة المحاكمة، استغرب تصرف الضحية الذي تمثل في وضع ثقة عمياء في شخص غريب بعد أن سلمته مبلغ 1 مليار و450 مليون سنتيم دون أن يوقع لها على أي وعد بالدين أو أي وصل يثبت استلام شركته المزعومة للمبلغ سالف الذكر، حيث جاء على لسانه ”كيف تضعين ثقة عمياء في شخص غريب وإن كان لاعبا محليا معروفا، وكيف تراهنين بكل هذه الأموال واضعة ثقتك في شهرة لاعب؟ وحتى ديننا الحنيف يحثنا على التكاتب حتى لا تضيع حقوق الناس هباء”. جاء رد الضحية على سؤال القاضي كالتالي:”سيدي القاضي، اللاعب حجاج فضيل معروف، وحفاظا على شهرته ما كان ليقوم بارتكاب أي فعل يهز بسمعته أمام جمهوره الرياضي، لهذا اكتفيت بكلمته وبضعة شهود في تسليمه الأموال، ولم يخطر على بالي أنه سيقوم بالنصب علي، أن يأبه لسمعته كرياضي معروف”، مؤكدة في ذات الوقت بأنها لو كانت تعلم بأن الأمور ستؤول لهذا الحد لكانت طالبته بوصولات دفع أو وعود بالدين. اللاعب حجاج فضيل تغيب عن جلسة المحاكمة يوم الأربعاء بمحكمة بئرمرادرايس، وهو ما تسبب في وجود عدة علامات استفهام في قضية الحال، في حين حضر جلسة المحاكمة أحد الشهود وتأخر الشاهد الثاني عن حضور الجلسة. وجاء في معرض مرافعة دفاع الضحية وهو المحامي رمضاني فيصل، أن موكلته تعرضت لعملية نصب واحتيال بطريقة محترفة، وعلى يد رياضي محلي استغل شهرته - حسبه - للنصب عليها بعد أن أوهمها بإشراكها في صفقة تجارية مع أجانب وأوهمها بأنه أراد أن يظهر صيته في العالم التجاري مثلما ظهر في العالم الرياضي، وبعد أن سلبها مبلغ مليار و450 مليون سنتيم اختفى عن الأنظار وراح يماطل بعد انقضاء آجال استلام أموالها مع نسب الأرباح، حيث أكد من خلال مرافعته أن المتهم سلب موكلته هذه الأموال الطائلة بطريقة احترافية بعد أن أوهمها بأنه صاحب شركة في الوقت الذي ثبت فيه بأن هذه الشركة وهمية، كما أظهر لها وثائق تثبت حيازته للمبالغ المالية من عقد مبرم مع مولودية العاصمة مقابل 500 مليون سنتيم، وصك بقيمة 800 مليون سنتيم هو ملك لشقيقه حتى لا ترفع دعوى قضائية ضده، حيث جاء في معرض طلباته استرداد المبلغ المسلوب والمقدر بمليار و450 مليون سنتيم مع إلزام المتهم بأن يدفع للضحية تعويضا ماليا مقدرا ب200 مليون سنتيم جبرا بالأضرار اللاحقة بها. بعد المناقشات القانونية التي دامت قرابة ساعة من الزمن التمس وكيل الجمهورية لدى محكمة بئرمرادرايس تسليط عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا في حق اللاعب حجاج فضيل و200 ألف دج غرامة مالية نافذة مع إصدار أمر بالقبض عليه.مع أن اللاعب حجاج فضيل استفاد من إجراءات الاستدعاء المباشر للمثول للمحاكمة في قضية الحال، إلا أن تغيبه عن جلسة المحاكمة بعد أن وجهت له هذه التهمة الثقيلة جره إلى ما لا يحمد عقباه، بعد أن أصدرت النيابة أمرا بالقبض ضده. في حين قرر القاضي تأجيل النطق بالحكم إلى ما بعد المداولات القانونية.