قالت الحكومة الإسبانية إن الإدارة الأمريكية تريد أن تجعل حضورها قبالة السواحل الجزائرية والمغربية دائما وليس مؤقتا، حيث طلبت من مدريد تعديل الاتفاق العسكري الذي يجمع البلدين، ويتعلق الأمر بقاعدة ال”يو أس آرمي” بمدينة إشبيلية، معربة عن كونها ”تريد تعزيز حضورها في السواحل المقابلة للمغرب والجزائر”، وذلك ”تحسبا لأي طارئ قد يقع في منطقة شمال إفريقيا”. أوردت صحيفة ”الباييس” الإسبانية، أمس، أن واشنطن تسعى للبقاء قريبة من شمال إفريقيا لأجل التدخل بسرعة في حال ”وقوع أي أزمة”، حيث طلبت من الحكومة الإسبانية السماح برفع تعدادها العسكري من 850 إلى 1100 عسكري، قبل الوصول إلى سقف من 3000 عسكري محدد ضمن التصور الراهن. ووفق الصحيفة، نقلا عن مصادر عسكرية إسبانية، فإن إدارة أوباما ترغب في جعل حضورها قبالة السواحل الجزائرية والمغربية دائما وليس مؤقتا، باعتبار أن الاتفاقية العسكرية التي بموجبها تمت إقامة هذه القاعدة، ستنتهي فعاليتها منتصف العام الجاري. وذكرت المراجع ذاتها أن المغرب لم يتفاعل مع إقامة واشنطن لقاعدة عسكرية قريبة من ترابه، لكن الجزائر تعاطت مع الأمر بحساسية كبيرة وانتقدت بقوة إقامة هذا المعسكر. وعزت الصحيفة الإسبانية حرص واشنطن على الحفاظ على قاعدتها، للتهديدات الإرهابية التي تواجه مناطق شمال إفريقيا، لذلك فإن الجيش الأمريكي يريد أن يكون له حضور أقوى في البحر المتوسط. في المقابل، تتوقع وزارة الدفاع الأمريكية عودة الجماعات المتشددة الإرهابية لاحتلال مدن في دول إفريقية، منها منطقة الساحل، رغم طرد القوات الفرنسية للفصائل الإرهابية من مدن شمال مالي في بداية عام 2013. وكشف برنامج التدريبات المشتركة بين قوات أمريكية وأخرى لدول إفريقية، عن عدم ثقة الأمريكيين في قدرات الجيوش الإفريقية على خوض حرب ناجحة ضد جماعات مسلحة منظمة على غرار القاعدة و”داعش”. ونقلت مصادر إعلامية اطلعت على وثائق برنامج مناورات ”فلينت لوك” الذي تشرف عليه قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا، ويركز على دول الساحل القريبة من الجزائر، وتم تنظيمها في شرق موريتانيا، عن تغيير في استراتيجية قيادة البنتاغون في مواجهة الجماعات المتشددة في إفريقيا.