ناقش ”مركز الدراسات الأمنية” الجنوب إفريقي، احتمال التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، وإن أوضح أنه مفتاح لوقف الإرهاب في منطقة الساحل، إلا أنه حذر من انعكاساته السلبية لصالح الإرهابيين، وهو ما حذرت منه الحكومة الجزائرية. ورأت مستشارة المركز، ليزل لو فودران، أن وجود وزير الدفاع الفرنسي، لو دريان، في القاعدة العسكرية الفرنسية الجديدة في تشاد، تزامناً مع احتفالات رأس السنة، هو دليل واضح على استعداد فرنسا لمهاجمة ”المجموعات الإرهابية” التي تستخدم جنوب ليبيا قاعدة للتجمع والتسليح، وأكدت أن فرنسا هي واحدة من دول تغريها فكرة القيام بفعل فردي، وتساءل التقرير عما إذا ما كانت فرنسا ستقدم على خطوة عبور الحدود التشادية وتتدخل عسكريا في ليبيا. وبَنَت الكاتبة استنتاجها على وجود لودريان، عشية رأس السنة، في مدينة نائية لا تظهر على الخريطة، للاحتفال مع الجنود الفرنسيين في القاعدة الجديدة التي بُنيت كجزء من عمليات فرنسا لمحاربة المجموعات الإرهابية، وكذلك قرب المدينة من الحدود الليبية، إذ يفصلها عن ليبيا أقل من 100 كلم. وتنادي عدة أصوات بالمنطقة بالتدخل العسكري في ليبيا للسيطرة على الأوضاع، منها نيجيريا التي عبر رئيسها محمدو إيسوفو، في قمة داكار منتصف ديسمبر الماضي، عن دعمه للتدخل الدولي في ليبيا لحل الأزمة، إلا أن محللون، وفقاً للمقال، يرون احتمال حدوث نتائج عكسية للتدخل، خاصة مع انهيار حكم القانون وانتشار الأسلحة، ووجود مقاتلين تابعين لتنظيم ”داعش” في درنة، ما قد يحول التدخل لصالح المتطرفين. وقالت لوفوردان، إن الأفارقة لن يقبلوا قرارا من الأممالمتحدة إذا اقتصر فقط على حملة عسكرية جديدة كسابقه، القرار رقم 1973، الذي فرض بموجبه حظر للطيران على ليبيا، ثم محاربة قوات القذافي، وأكدت أن ليبيا تحتاج إلى عملية حفظ سلام شاملة ومتعددة المهام من الأممالمتحدة مع الالتزام بالبقاء في ليبيا لعدة سنوات. وأشار التقرير إلى اهتمام جامعة الدول العربية والاجتماع، الذي أقيم في القاهرة في 5 جانفي الماضي، لافتا إلى أن الأفارقة سيتابعون التطورات باهتمام لمعرفة ما إذا كانت الجامعة العربية ستتبنى دور المحاور مع الأوروبيين حول ما سيقومون به في ليبيا. وأشارت الخبيرة إلى أن خطط الاتحاد الإفريقي حول ليبيا لا تلقى الاهتمام الذي تستحقه، وعبرت عن أملها في أن يتغير ذلك عند حضور وسائل الإعلام الإفريقية في قمة الاتحاد الإفريقي، المقرّر عقدها في أديس أبابا هذا الشهر، الذي قد تكون ليبيا على رأس قائمة البرنامج، وتابعت أن أحداث الأيام المقبلة ستكون مؤشرا على نوع التدخل العسكري الذي سيحدث في ليبيا.