عبر عدد من مواطني حي 486 مسكن بالميلية، 50 كلم شرقي الولاية جيجل، ل”الفجر”، عن امتعاظهم من الوضعية الكارثية التي يعيشونها جراء نقص الماء الشروب، حيث لا تتزود بيوتهم المربوطة بالشبكة إلا مرة واحدة في الأسبوع، حيث لا تكفي الكمية التي تزور صهاريجهم المثبتة في منازلهم لتلبية مختلف حاجياتهم المتعددة، خاصة بالنسبة للنظافة والغسل، طالما أن السكان قد هجروا مياه الشبكة مند سنوات خلت لاستعمالها للشرب، إذ يعتمدون على مياه الصهاريج التي تباع في مختلف أحياء المدينة بأثمان باهضة أثقلت جيوب أرباب العائلات. وحسب المواطنين فإن هناك تمييز داخل المدينة الواحدة، حيث أن هناك أحياء تتزود بالماء الشروب عدة مرات في الأسبوع، فيما تعاني أحياء أخرى من هذه المادة الحيوية. وفي هذا السياق يطالب مواطنو الحي رئيس البلدية بالتدخل العاجل لإنصاف سكان أحد أكبر أحياء المدينة ولو بتزويد بيوتهم مرتين على الأقل في الأسبوع للقضاء على أزمة الماء والحد من معاناة المواطنين. أما بالنسبة لطرقات الحي المذكور فحدث ولا حرج للمهزلة السائدة ذات الصلة بمعاناة المواطنين اليومية، في حي يصعب على الراجلين المشي به دون الحديث عن حركة سير السيارات التي تكاد تتوقف جراء الحفر العميقة ومياه المطار. وفي سياق متصل يناشد سكان الميلية والي الولاية من أجل تفعيل مشروع ربط شبكات المياه للمدينة بسد بوسيابة، الذي يعد الحل الأمثل للقضاء على أزمة المياه بمدينة الميلية والبلديات المجاورة لها، على غرار أولاد يحي خدروش وسيدي معروف ولأولاد رابح والسطارة. وحسب المعطيات التي تحصلت عليها ”الفجر” من مصادر مسؤولة، فإن مشروع تحويل جزء هام من مياه سد بوسيابة إلى سد بني هارون بميلة قصد دعم عدة ولايات مجاورة بالماء، يشهد بدوره تأخرا ملحوظا على اعتبار أن نسبة الأشغال لم تتعد بعد 70بالمائة. لذلك تبقى مياه السد المذكور دون استغلال لحد الآن، طالما أن السكان في مختلف البلديات الشرقية للولاية، وكذا في الولايات المجاورة مازالوا محرومين من مياهه العذبة والطبيعية. ويخشى المواطنون أن يبقى هذا الصرح الإقتصادي والإجتماعي، والذي كلف خزينة الدولة الكثير دون استعمال، إذ صار في الوقت الراهن مزارا للمواطنين والعائلات وخاصة في الفترات المسائية للتمتع بمناظره الخلابة الرائعة، ناهيك عن الصادين الهواة الذين يقصدونه لأجل إصطياد السمك والترفيه عن أنفسهم. للعلم، ظفرت في السنوات الأخيرة بمشاريع هامة في قطاع الري، أبرزها تشييد عدة سدود وتسجيل مشاريع أخرى لإنجازها قريبا بهدف تخزين مياه الأودية والأمطار ومنع عودتها إلى البحر.