دعا رئيس تجمع ”أمل الجزائر”، عمار غول، المعارضة إلى المشاركة في مشاورات تعديل الدستور وتقديم مقترحاتها، مؤكدا أن الجزائر بحاجة إلى دستور توافقي يقرب ولا يبعد، يشارك فيه الجميع دون إقصاء ليكون قوة لرفع التحديات التي تواجهها البلاد. وقال عمار غول، أمس، خلال لقاء تشاوري جمعه برئيس التحالف الوطني الجمهوري، بلقاسم ساحلي، إن التحديات المعقدة والشائكة التي تواجهها البلاد سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو الأمني أو السياسي، ”تفرض علينا حتمية التماسك الاجتماعي وتعزيز الوحدة الوطنية والابتعاد عن النزاع”، داعيا إلى التنازل عن المصلحة الحزبية الضيقة والطموحات الشخصية ومكاسب التموقع الضيقة. ونوه المتحدث بالدور الكبير الذي يلعبه الجيش الوطني الشعبي في حماية الوطن، وعدم انصياعه وراء المحاولات الكبيرة لجره خارج الحدود والدخول في مستنقعات وخيمة على البلد، مضيفا أن الجزائر حريصة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وطالب بأن يكرس هذا القرار دستوريا للأجيال المقبلة لحماية أمن واستقرار البلد. أما فيما يخص انخفاض أسعار البترول وتداعياته على الاقتصاد الوطني، قال غول ”إننا نحتاج اليوم أن نذهب جميعا لبناء اقتصاد وطني خارج المحروقات في إطار تماسكي ووحدوي، من خلال توافق سياسي وتجنيد المجتمع المدني والطبقة السياسية”، موضحا أنه ”لا يمكننا الخروج من اقتصاد ريعي بطريقة سريعة، وأن ذلك يتطلب صبر وثقافة جديدة من خلال إيجاد مداخيل خارج المحروقات والاستثمار في الصناعة والفلاحة والسياحة”. وفي سياق متصل، طالب رئيس ”تاج” بتجريم الفعل الذي يرمي إلى المساس بالأديان والمقدسات على مستوى المؤسسات والهيئات الدولية كمنظمة الأممالمتحدة، لتفادي حرب الحضارات، ولتحقيق تقارب وتعايش سلمي بين الشعوب، منددا بسياسة الكيل بمكيالين بحيث يلتف العالم ويشجب أي عمل إرهابي يستهدف دول غربية وفي نفس الوقت يتجاهل ما يحدث في غزة وغيرها من الدول. من جهته، أكد بلقاسم ساحلي، أن الحزبين سجلا توافق حول العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد في الظرف الراهن والتي تستدعي حسبه ترسيخ ثقافة التشاور بين الفاعلين السياسيين ومناقشة مختلف الآليات الكفيلة بتحقيق التوافق الوطني، موضحا أن رفع التحديات المعقدة المحيطة بالجزائر على الصعيدين الداخلي والخارجي، يستلزم أيضا بعث قيم نوفمبر التي ترمي إلى تغليب المصلحة الوطنية وإشراك جميع الفئات في هذا المسار. أما فيما يخص قضية استغلال الصخري، فدعا ساحلي إلى تغليب روح الحوار والعقل والحكمة، لأن مصلحة المنطقة والجزائر فوق أي اعتبار، موضحا أن الغاز الصخري متعلق باستقلال البلاد الطاقوي، ”وإننا اليوم أمام معادلة ثلاثية الأبعاد، لأن الإنتاج الوطني في تضاؤل مستمر والاستهلاك يرتفع، وهو ما يدفع بالضرورة إلى تنويع الاقتصاد والاعتماد على المحروقات غير التقليدية.