يترقب الشارع التونسي إعلان رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد، عن تشكيل حكومته، وسط تجاذبات سياسية حادة، بسبب مشاركة حركة النهضة الإسلامية في الحكومة من عدمها. وكان المجلس المركزي لحركة نداء تونس قد أوصى بعدم مشاركة حركة النهضة في الحكومة لما سيكون لذلك من إثر سلبي على الناخبين الذين صوتوا لنداء تونس بناء على وعوده بسد الباب إمام إسلاميي النهضة والترويكا، وكشفت آخر التسريبات من قصر دار الضيافة بضاحية قرطاج، حيث يعقد الحبيب الصيد جلساته التفاوضية، أن رئيس الحكومة المكلف أعد تركيبتين حكوميتين منحت حركة النهضة وزارة ووكيلي وزارة، في حين لم تشمل التركيبة الثانية تواجدا لوزراء من النهضة. ومن المتوقع أن تشهد الحكومة الجديدة مشاركة أحزاب نداء تونس و الاتحاد الوطني الحر وآفاق تونس، وعدد من المستقلين، مع بقاء مشاركة النهضة رهينة مفاوضات الدقائق الأخيرة قبل الإعلان الرسمي. أكد رئيس الحكومة التونسية المكلف الحبيب الصيد أنها ستشهد مشاركة واسعة للأحزاب السياسية من ذلك حركة النهضة وحزب آفاق تونس، إذ سيعقد مجلس نواب الشعب جلسة عامة الأربعاء المقبل للتصديق على هذا التشكيل الحكومي الجديد، وجاء هذا لاتفاق بعدما واجهت حكومة الصيد تهديدا بعدم الحصول على الثقة في البرلمان الأسبوع الماضي من الأحزاب الرئيسية المعارضة للتشكيلة الوزارية التي وضعها رئيس الحكومة الجديد. وأدى رفض عدد من الأحزاب السياسية للتشكيلة الأولى للصيد، التي لم تضم أي مسؤول من النهضة، إلى اضطرار الصيد خوض جولة مفاوضات جديدة بهدف إدخال تعديلات، وأعلن حزب حركة النهضة، أول أمس الأحد، موافقته على الانضمام إلى الحكومة الجديدة، في حين أعلن رئيس حزب آفاق تونس انضمام حزبه إلى التشكيلة الحكومية.