ملايير تهدر في مشاريع لفائدة عاصمة الثقافة العربية صارت مضحكة في قسنطينة، بالنظر لعدم اتباع المعايير المعروفة في وضع البلاط وتهيئة الشوارع من قبل شبان غير مؤهلين، ما انعكس سلبا على العملية. مقاولون ومؤسسات اقتسموا الكعكة، ولو تفتح تحقيقات لتكشف عن فضائح بالجملة. يكفي لمن يلج قسنطينة اليوم أن يزور أحد شوارعها الرئيسية والمشهورة، شارع زيغود يوسف، ليقف عند هول التلاعب بالمال العام وهدر الملايير، فالبلاط المستورد من إيطاليا يوضع بطريقة مهينة، أفسدت رود فرانس أكثر من تهيئته، وحتى من لا يفقه أي شيء في التهيئة يتساءل أين هي أجهزة الرقابة، إنها الفضيحة الواضحة للعيان وما خفي أعظم كما يقال، في مشاريع عاصمة الثقافة العربية التي دخلت مرحلة (كعبر ومد للأعور) مع بداية العد العكسي لانطلاق التظاهرة. فمدينة قسنطينة التي صارت ورشة مفتوحة ومعها صار الكل يحترف الطلاء ووضع البلاط وحتى البناء، أغلب ما أنجز فيها مغشوش، فهل من المعقول أن يتم وضع البلاط المكلف الذي تم استيراده من إيطاليا بالعملة الصعبة والمواطن يسير فوقه في مشاهد لا تحدث إلا عندنا؟ وهل من المعقول أن يخصص مبلغ مليار و500 مليون سنتيم لإعادة تهيئة نافورة بساحة الشهداء لا تتعدى مساحتها ال20 مترا مربعا؟ بلدية قسنطينة تتباهى بتسطيرها لعدة مشاريع تنموية تحضيرا لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية، خصص لها غلاف مالي معتبر لإعطاء المدينة وجه مشرف يليق بها وتمثيلها في أحسن صورة أمام ضيوفها العرب والعجم خلال التظاهرة. مبلغ أكدت خلية الإعلام أمس أنه قدر ب30 مليار سنتيم في مشاريع تهيئة حددت لها مدة شهرين لإنجازها وإعادة الاعتبار وتهيئة عدة أرصفة بشوارع وسط المدينة كزيغود يوسف، وبن مهدي (طريق الجديدة) وبيطاط والدكتور مكالمات ونهج كيندي، وشارع زعبان، أشغال أغلبها حتى لا نقول كلها يثير التساؤلات ولم ينل إعجاب القسنطينيين. ولأن الوقت صار ضيقا، فإن والي قسنطينة برمج بداية من الأسبوع الجاري ثلاث خرجات ميدانية في الأسبوع بدلا من زيارتين لمعاينة مشاريع التظاهرة، وفي كل زيارة يزداد غضبه وتتسع دائرة الخوف من عدم اكتمال المشاريع، والكل في قسنطينة يدرك أنه وباستثناء مشاريع تعد على أصابع اليد الواحدة، فإن باقي المشاريع لن تكون جاهزة، فعدا قاعة العروض زينيت، وفندق ماريوت 5 نجوم وبدرجة أقل قصر الثقافة مالك حداد ودار الثقافة محمد العيد آل خليفة، فإن كل المشاريع لن تسلم قبل انطلاق التظاهرة، وهو ما يضع والي قسنطينة ووزيرة القطاع في حرج كبير، وضع وصفه محافظ التظاهرة سامي بن الشيخ بالصعب وقالها صراحة إن المحافظة استنجدت رسميا بجامعتي الأمير وقسنطينة 1 لاحتضان فعاليات من التظاهرة التي ستنطلق رسميا يوم 16 أفريل المقبل ويسبقها بيوم حفل وعرض افتتاح تظاهرة خصص لها ما قيمته 5 ملايير دولار.