كشف الناطق الرسمي لجمعية حماية المستهلك، سمير القصوري، عن مدى خطورة البطاريات المقلدة على صحة مستخدميها وتسببها في أمراض خطيرة كالسرطان، مطالبا مديرية التجارة ووزارة البيئة التدخل السريع وفرض رقابة صارمة على بعض السلع المقلدة التي تروج في الأسواق، في الوقت الذي تقف بعض الشركات الأصلية موضع المتفرج دون أي تبليغ أو تحسيس إعلامي يحمي منتوجاتها. تتسبب البطاريات الجافة والجديدة بمختلف أنواعها في أمراض خطيرة واضطرابات تنفسية، بسبب العناصر التي تحتويها كالمغنزيوم والزنك والزئبق، حيث أشارت العديد من الدراسات إلى مخاطر استهلاك هذه البطاريات أو استعمالها الخاطىء، خاصة تلك التي ترمى في أكياس القمامة وفي الحاويات والشوارع ثم تصل إلى أيدي الأطفال وأفواههم، ما ينتج عنه تسممات وأضرار صحية لا يحمد عقباها في ظل نقص الوعي والرقابة من طرف الأولياء، ناهيك عن غياب حملات تحسيسية من طرف الجهات المعنية، كوزارة البيئة، للحد من الحوادث التي تتسبب فيها بعض البطاريات المغشوشة. وفي هذا الإطار، أفاد الناطق الرسمي لجمعية حماية المستهلك، سمير القصوري، أن للبطاريات خطر كبير يصاحبنا أينما ذهبنا وهو موجود في منازلنا ومكان عملنا، حيث تبدو في مظهرها صغيرة لكنها تشكل خطرا على صحة المواطن وعلى البيئة كالتربة، الماء وحتى الهواء، لما تحتويه من مخاطر لو علم المستهلك بها لفكر مرارا وتكرار في كيفية اقتنائها. أضاف القصوري أن خطر هذه البطاريات يكمن في محتواها والعناصر التي تدخل في تركيبها، فمعظم المستهلكين يجهلون المعادن الثقيلة السامة التي يمكن أن تتراكم في الجسم على مدى الزمن، مسببة مشاكل عديدة ومن أهمها الزئبق، المنغنيز، الليثيوم، النيكل، الزنك والرصاص وغيرها، أين يقف الجسم عاجزا عن التخلص منها، وهنا يبدأ التأثير السلبي لها، فالنيكل يسبب السرطان واضطرابات هضمية، والزنك يؤدي إلى تهيج الأغشية المخاطية، والمنغنيز يسبب اضطرابات عصبية وتنفسية، أماالزئبق فيؤدي إلى اضطرابات هضمية وكلوية، كما يؤثرعلى الجهازالعصبي. عض البطاريات.. ثقافة سلبية متوارثة أشار الناطق الرسمي لجمعية حماية المستهلك أن هناك ثقافة سلبية متوارثة في مجتمعنا، وهي عملية عض البطاريات عندما تنقص شحنتها، ويقوم المستهلك بعض البطارية، متجاهلا أن هناك خطر كبير ومواد سامة بإمكانها اختراق ثقب غشاء الأسنان واللثة ودخولها إلى الجسم. كما تطرق ذات المتحدث إلى موضوع آخر هو ترك البطاريات مدة طويلة مرمية، ما يتسبب في انتفاخ وتدفق سائل سام قد يصل إلى فم الأطفال أثناء اللعب بها، خاصة أن الكثير من اللعب الموجودة في السوق تعمل بالبطاريات، مشيرا إلى أنه في بعض الدول المتقدمة تجمع البطاريات الجافة في صناديق كبيرة توضع أمام المحلات الكبرى ومراكزالتسوق عند نهاية استخدامها، لأنه حسب الخبراء تبدأ مكوناتها بالتأكسد والتفاعل لما تحويه من اليورانيوم المشع المسبب الأساسي للسرطان بشتى أنواعه. هذه الدول لديها آليات خاصة للتخلص من هذه البطاريات لتفادي إشعاعاتها المضرة بصحةالإنسان والحيوان والنبات، عكس ما نراه في البلدان العربية، وللأسف بعض الأولياء الذين يقدمون بطاريات منتهية الصلاحية لأطفالهم يلعبون بها، متجاهلين أضرارها، في الوقت الذي لا تخصص وزارة البيئة حيزا من برامجها التوعوية لتحسيس المواطنين وتنبيههم لمخاطر استخدام مثل هذا النوع من الأدوات. شركات أصلية متواطئة مع أخرى مقلدة وأفظع ما في الأمر، يقول القصوري، أن هناك علامات تجارية مقلدة في الأسواق، متسائلا عن سكوت بعض الشركات الأصلية عن المقلدين لعلاماتهم التجارية، وأنهم لم يودعوا شكوى أو إعلانا في الجرائد مفاده التنكر والتحذير وحتى التبرأ، لدرجة وضع المستهلك في موقع الشك. وعليه طالب ذات المتحدث مديرية التجارة بفرض رقابة صارمة حول اقتناء البطاريات المغشوشة والمقلدة، محملا في الوقت نفسه وزارة البيئة مسؤولية تخصيص حملات تحسيسية حول مخاطر البطاريات. تبليغات حول انفجار بطاريات بعد 48 ساعة عن استعمالها من جهة أخرى، أشار سمير القصوري، أن هناك بطاريات مقلدة تروج في الأسواق بكثرة في الآونة الأخيرة، خاصة تلك التي تستخدم في الهواتف المحمولة، حيث تستقبل مصلحة حماية المستهلك المئات من التبليغات يوميا حول حوادث ناتجة عن انفجار بطاريات لم تتجاوز مدة استعمالها 48 ساعة، تسببت في حروق وتلف والسلطات المعنية ساكتة، والرقابة غائبة، والشركات المصنعة الأصلية متنكرة وغير مبالية.