حققت، أول أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران في ملف عصابة ”زنجبيل” التي كانت تنشط على محور مغنية - وهران في نقل وترويج المخدرات، حيث التمس ممثل الحق العام المؤبد ضد 7 أشخاص، على رأسهم الذراع الأيمن للبارون ”زنجبيل” المدعو (ب .م) البالغ من العمر 40 سنة، لتورطهم في الاستيراد والحيازة والمتاجرة بالمخدرات ضمن جماعة إجرامية منظمة، وكذا التزوير واستعمال المزور في وثائق إدارية لانتحال هوية الغير. على رأس المتهمين شخص يعد الذراع الأيمن للبارون الفار المعروف ب”زنجبيل”، وهو المتهم المدعو ”ب.م” البالغ من العمر 40 سنة، على إثر توقيفهم وهم يحاولون ترويج أكثر من 30 قنطارا من مادة الكيف المعالج بمغنية ووهران. أحداث القضية انطلقت خلال شهر ماي 2012، عندما وردت معلومات إلى فرقة مكافحة المخدرات بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمديرية أمن وهران، تفيد بنشط مجموعة من الأشخاص في ميدان التجار بالسموم، وعلى رأسهم شخص يعد الذراع الأيمن ل”زنجبيل”. وخلال مرحلة التحقيق وردت معلومات إلى الفرقة تفيد أن أحد الجيران القاطنين بمحاذاة الفيلا المشبوهة قد عثر على كمية 10 كيلوغرامات من المخدرات مرمية بفناء مسكنه، فيما عثرت سيدة أخرى على 1 كيلوغرام من نفس المادة بحديقتها. مصالح الضبطية القضائية، بعد البحث والتحري، استطاعت تحديد مكان 3 أشخاص يشتبه في تورطهما بالمتاجرة بالمخدرات، إثر استئجارهم لفيلات فخمة باستعمال هويات مستعارة من أجل تخزين المخدرات والاختباء من مصالح الأمن. وبتاريخ 17 ماي 2012 تمكن رجال الأمن من توقيف 3 أشخاص كانوا يحولون الإقلاع على متن مركبة من نوع ”نيسان” كانت قد قدمت إلى الفيلا المستأجرة الواقعة بمنطقة ”فيرنوفيل”. مصالح الضبطية القضائية لاحقت المتهم الرابع، إلا أنه تمكن من اللوذ بالفرار، فيما تحققت من هوية الموقوفين الآخرين. وأسفرت عملية تفتيش المنزل عن العثور 26 كلغ من مادة الكيف. كما أثبتت الخبرة التقنية أن المركبة مزورة وغير مطابقة، ناهيك عن بطاقة هوية و20 رخصة سياقة مزورة حاملة لهويات مستعارة. وعند إلقاء القبض على المتهمين الثلاثة تم نقلهم إلى مسكن المتهم (ب.خ) الذي يعتبر عبارة عن فيلا مستأجرة بذات المنطقة، وعند اقتحامها بموجب أمر التفتيش عثر بداخلها على 4 سيارات فخمة ومزورة الأولى من نوع ”بولو”، ”كادي” و”شيفرولي” كانت محل بحث كونها مسروقة. كما عثر أيضا على كيس بلاستيكي كان يحتوي كمية من المسحوق الأبيض، إلى جانب مبلغ 107 مليون سنيتم من عائدات الاتجار بالمخدرات. كما ضبطت أيضا 4 شهادات تأمين، واحدة منها تعود إلى شاحنة من الحجم الكبير، تم اقتناؤها ب900 مليون سنيتم ومزودة بمخبأ سري، كانت تشحن على متنها المخدرات، وهي التي تم حجزها بمدينة تڤرت بحوزة المتهم (ر.م). أما المتهم الثالث فنتيجة تفتيش مسكنه كانت سلبية، لكن عند ملامسته الجسدية عثر بحوزته على بطاقة هوية مزورة استعملها لتضليل العدالة. من خلال التحقيق مع المتهم (ب.ع) من طرف أفراد الفرقة كشف لهم عن تولي استيراد شحنة كبيرة من المخدرات التي قدرت ب 30.65 قنطار من المخدرات، حيث ضبطت كمية 25.85 قنطار بمدينة وهران، وبعد تمديد الاختصاص انتقل فوج المراقبة إلى مدينة مغنية وأطيح بالمتهم (ب.غ)، الذي عثر داخل مسكنه على سيارة ”مرسيديس” كانت معبأة بكمية 515 كيلوغرام من مادة المخدرات. ويعد هذا الأخير مبرم الصفقات مع المغربي ”أحمد الجيلي” الذي لم تحدد الإنابة القضائية هويته، إذ ضبط بحوزته مبلغ 590 مليون سنتيم وآخر من العملة الصعبة ب29 ألف أورو. وقد كان من بين الأشخاص الموقوفين أيضا رعية ينحدر من دولة ليبيا هو المتهم (ز.ع) الذي تم توقيفه بمطار السانيا الدولي، وهو الشخص الذي جاء جوا لاستلام أزيد من 30 قنطارا من الكيف لنقله برا عبر الحدود الصحراوية. كما ألقى أيضا أفراد الفرقة القبض على المتهم (ب.س) المتورط من قبل في قضيتين مماثلتين. المتهم (ب.ع) عبر جميع مراحل سماعه أمام الضبطية القضائية وقاضي تحقيق الغرفة الثانية بالقطب الجزائي، اعترف بالتهم المتابع فيها، ومد أفراد الفرقة بتفاصيل دقيقة. وقد كان هو المتهم الذي فر سنة 2005 من قبضة الشرطة، إثر ضبطه متلبسا بحيازة 45 كيلوغرام من المخدرات مشحونة على متن ”أكسنت”، حيث اتجه إلى بريكة بباتنة، ثم عاد إلى وهران وسلمه المتهم المغناوي (ب.غ) مبلغ 14 مليون سنتيم ليتدبر شؤونه، ثم عرض عليه ”زنجبيل الشلفي” سنة 2007 التعامل معه في مجال نقل المخدرات نحو ولايات الجنوب. وخلال المحاكمة أنكر المتهمون الأفعال المنسوبة إليهم، في انتظار مرافعة الدفاع والنطق بالحكم بعد المداولة.