دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى اتخاذ خمسة تدابير عاجلة لرفع المعاناة عن المدنيين السوريين في عدة مدن سورية، وعلى رأسها رفع الحصار عن 212 ألف مدني، ومنع استخدام النظام البراميل المتفجرة، منددا بعدم اكتراث الأسرة الدولية للأزمة في هذا البلد. وجاء ذلك في تقرير قدمه بان كي مون، أول أمس الخميس، إلى مجلس الأمن يعدد فيه خمسة تدابير يفترض إعطاؤها الأولوية، منها فك الحصار عن 212 ألف مدني وضمان وصول مساعدات طبية وإعادة بناء النظام التربوي، ودعا تقرير الأممالمتحدة إلى معالجة مسألة القصف بالبراميل المتفجرة الذي يستهدف المدنيين، ووقف استخدام الحصار ومنع الخدمات عن السكان كسلاح حرب. وأشار بان كي مون إلى تصعيد كبير في أعمال النظام والهجمات التي شنتها القوات الحكومية خلال جانفي الماضي في دمشق وريفها، وجاء في التقرير أن القوات النظامية السورية نفذت عمليات قصف جوي بما في ذلك بواسطة البراميل المتفجرة في الغوطة الشرقية بريف دمشق. واستخدمت صواريخ أرض أرض، غير أن الرئيس السوري بشار الأسد نفى ذلك في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية هذا الشهر، وقال ساخرا ”لم أسمع عن جيش يستخدم البراميل أو ربما أواني الضغط المنزلية”. واستنكر بان كي مون، في تقريره، ما وصفه بعدم اكتراث المجتمع الدولي لهذا الأزمة، قائلا أن ”هذا النزاع أصبح شأنا عاديا”، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة مجددا إلى حل سياسي للنزاع، الذي أسفر عن أكثر من 210 آلاف قتيل و12 مليونا بين نازح ولاجئ، في حين يبحث مجلس الأمن الأسبوع المقبل الوضع الإنساني في سوريا. وميدانيا، تمكن مقاتلو المعارضة في سوريا، أول أمس الخميس، من أسر 32 جنديا ومسلحا موالين للحكومة بالقرب من مدينة حلب شمال البلاد، حيث استعر القتال بين الطرفين في محاولة للاستيلاء على أرض جديدة قبيل الهدنة المرتقبة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي المعارضة استعادوا قرية حردتنين، الخميس، بعد يومين من استيلاء القوات الحكومية عليها، وأضاف أن اشتباكات عنيفة تقع خارج قرية ثالثة، هي باشكوي، التي كانت الحكومة أيضا قد سيطرت عليها الثلاثاء، وأوضح المرصد أن 90 من القوات والمسلحين الموالين للحكومة، فضلا عن 81 من مقاتلي المعارضة، قتلوا منذ بدء القتال الثلاثاء. إلى ذلك، دعت منظمة أطباء بلا حدود كل الأطراف لتسهيل إجلاء الأشخاص، الذين أصيبوا في الاشتباكات، التي قالت أنها أدت إلى موجة جديدة من الأسر النازحة التي تحاول الوصول إلى الحدود التركية بحثا عن ملاذ، وقالت أن المسعفين أجبروا على إخلاء منشأة أطباء بلا حدود على مشارف حلب بسبب الموقف الأمني المتفاقم.