من المرتقب أن تعطى خلال 10 أيام الأولى من شهر مارس المقبل إشارة انطلاق أشغال بناء مركب بلارة. وحسب ما ذكر به والي جيجل، علي بدريسي، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، يحمل هذا القطب الصناعي الذي يجري به حاليا إنجاز محطة كهربائية ضخمة ب1600 ميغاواط. وفي رده على سؤال عن دور مركب الحديد والصلب المزمع إنجازه في مجال التنمية المحلية، اعتبر بدريسي بأنه في الاقتصاديات الحديثة يمر النمو عبر القطاع المنتج، مضيفا بأن وجود قاعدة صناعية في أي بلد يضمن له حدا أدنى من النمو، بالرغم من التعثرات التي قد تمس قطاعات أخرى (الجفاف المستدام الفيضانات الاستثنائية التي تؤثر على القطاع الفلاحي). واعتبر الوالي أن الجزائر مهتمة بتنمية نسيجها الصناعي وذلك من أجل خلق الثروات واستحداث مناصب الشغل المستدامة. وأضاف ذات المسؤول بأن هذا المجمع الصناعي المزمع إنشاؤه والذي سيسمح باستحداث 2000 منصب شغل مباشر وعديد آلاف مناصب الشغل غير المباشرة ”سيلبي نصف الاحتياجات الوطنية من الفولاذ في مرحلة أولى وكاملها في مرحلة ثانية، بما يعادل 4 ملايين طن علاوة على منتجات أخرى من الحديد والصلب”. كما ستنجم عن هذا المركب انعكاسات أخرى لا تقل أهمية، لاسيما فيما يتعلق بالتمويل المحلي والتجارة والسياحة والخدمات. ولهذا يتعين إضافة آفاق جديدة من أجل ترقية وحدات المناولة ذات الطابع الخاص والعمومي ذات الصلة بهذا المركب، حيث سيسمح هذا الأخير بتسريع وتيرة إنجاز خطوط السكة الحديدة الجديدة وكذا تركيب تجهيزات جديدة بميناء جن جن. وفيما يتعلق بتأثيره على البيئة، عرض مؤخرا مكتب الدراسات الإسباني ”إيدوم” نتائج دراسة تمهيدية أبرزت بأن هذا المشروع الاستراتيجي ذو الأهمية والمنفعة الوطنيتين، سيستعمل طريقة ”الاختزال المباشر بالغاز الطبيعي”، وهو ما يعد بديلا اقتصاديا كلاسيكيا، حسب ما أوضحته لوباز غوايان أنجلس، ممثلة مكتب الدراسات، والتي ذهبت إلى حد التأكيد بأنه بالإمكان إنجاز نموذج مركب بلارة حتى بأوروبا أو الولاياتالمتحدةالأمريكية. وذكر الوالي، الذي وقع على قرار بفتح تحقيق عمومي من خلال محافظ محقق ببلدية الميلية، بأن القانون يتضمن استشارة المواطنين فيما يتعلق بالجوانب البيئية لأي مشروع. كما ينبغي استكمال عديد المشاريع قبل دخول مركب الحديد والصلب ببلارة حيز الخدمة، مثل خط السكة الحديدية الذي يربط المنطقة بميناء جن جن على امتداد 51 كلم والمحطة الكهربائية ب1600 ميغاواط والمركز الكهربائي ببلدية أولاد يحيى وقناة التزويد ب20 مليون متر مكعب من المياه انطلاقا من سد بوسيابة نحو المركب الصناعي على مسافة 11 كلم. وقد تم التنسيق بين كل من وزارة الصناعة والمناجم وولاية جيجل، وذلك حتى يتزامن استلام هذه المشاريع الكبرى مع دخول مركب الحديد والصلب حيز الاستغلال، وذلك نحو نهاية 2016، حسب ما علم من سلطات الولاية. وفيما يتعلق بالطريق المخترق للطريق السيار شرق - غرب بين ميناء جن جن والعلمة بولاية سطيف، والذي حددت آجال إنجازه ب36 شهرا، فستستلم بعد مركب الحديد والصلب.