أصدرت منظمة الصحة العالمية توصية ”قوية” بتقليل المدخول اليومي من السكريات الحرة إلى أقل من 10 بالمائة، من إجمالي استهلاك الطاقة ومواصلة خفض هذا المدخول إلى أقل من 5 بالمائة، في إطار محاربة البدانة وتسوس الأسنان والأمراض المتصلة بالنظام الغذائي. وفي نشرية أصدرتها أول أمس، شددت المنظمة على ضرورة خفض نسبة استهلاك السكريات الحرة لدى الأطفال والبالغين إلى 10 بالمائة ثم 5 بالمائة يوميا، وهو ما يعادل 25 غرام أو 6 ملاعق صغيرة، الأمر الذي من شأنه أن يحقق فوائد صحية إضافية. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن هذه التوصية تشكل صلب المبدأ التوجيهي الجديد للمنظمة العالمية للصحة، والذي يستند إلى استشارة عمومية كانت قد أطلقتها في الفترة بين 5 و31 مارس 2014. وتستند هذه التوصية الجديدة - التي تقوم على تحديث مبدأ المنظمة المتعلق بالمدخول اليومي للسكريات من خلال خفضه إلى 5 بالمائة، بعد أن كانت توصياتها لسنة 2002 تشير إلى 10 بالمائة - إلى تحليل أحدث البيانات العلمية التي تبين أن البالغين الذين يستهلكون سكريات أقل يكون وزنهم أقل، فضلا عن وجود صلة بين السكريات في النظام الغذائي وبين حدوث زيادة مقابلة في الوزن. وعلاوة على ذلك، تشير هذه البحوث إلى أن الأطفال الذين يتناولون أعلى نسبة من المشروبات المحلاة يكونون أكثر عرضة لزيادة الوزن من غيرهم من الأطفال. وفي ذات الإطار، تشير بيانات أخرى إلى أن معدلات الإصابة بتسوس الاسنان تزيد نسبتها عندما يزيد مدخول السكريات الحرة عن 10 بالمائة من إجمالي مدخول الطاقة. ويشكل تحديث المنظمة العالمية للصحة لمبدأها التوجيهي المتعلق بالمدخول اليومي للسكريات الحرة، جزءا من الجهود التي تواصل هذه الهيئة في بذلها من أجل تحيين الأهداف الجاري العمل على تجسيدها حاليا بشأن الأنظمة الغذائية للوقاية من الأمراض غير السارية، أوبمعنى آخر الأمراض المزمنة. وفي هذا الصدد لفتت هذه الهيئة إلى أن استخدام المبادئ التوجيهية المتعلقة بالسكريات، ينبغي أن تتم بالموازاة مع سائر المبادئ التوجيهية الأخرى المتعلقة بالعناصر الأخرى كالدهون والأحماض الدهنية والدهون المشبعة وكذا المتحولة.