أنعش توزيع حصص السكن الاجتماعي، التجارة الفوضوية بشكل كبير عبر غالبية بلديات الولاية، والتي تأتي بلدية عنابة وسط على رأسها، حيث تحول وسط المدينة من حي ابن خلدون إلى غاية حي الحطاب إلى بازار ضخم للسلع التي تنحصر في الحاجيات المنزلية و ألبسة النساء والأطفال. لم تتمكن التدخلات المستمرة لعناصر الأمن من وضع حد للتجارة الموازية، التي أصبح تجار المحلات هم الآخرون يمارسونها، إما بتوزيع سلعهم على تجار الأرصفة أو عرضها في المساحة الأرضية المقابلة للمحل، منعا لاستغلالها من طرف التجار الفوضويين، جراء الإقبال غير المسبوق للزبائن الذين استفادوا من سكنات جديدة يطمحون الى تجهيزها بالأفرشة والأواني المنزلية. ومازاد في رفع وتيرة هذه التجارة التي لم تختفي مظاهرها بعنابة منذ سنوات، ارتفاع وتيرة الطلب على سلع التجار الفوضيين بشكل هائل، حيث يتوافد بشكل يومي آلاف الزبائن على هؤلاء التجار الذين تمكن البعض منهم من حيازة محلات تجارية أو تحويل مداخل العمارات إلى مخازن للسلع. فالمتحول عبر حي ابن خلدون أو ما يصطلح على تسميته بشارع ڤمبيطة العتيق ينتبه إلى تحول مساحات مداخل العمارات إلى أماكن لوضع السلع في غالب الأحيان من طرف شبان يقطنون بهده العمارات، يقومون بممارسة نشاطهم التجاري من أمام منازلهم. وما يقال على حي ڤمبيطة يسير على حي بوڤندورة والحطاب وغيرها من أحياء عنابة، التي تنتشر فيها بشكل مقلق التجارة الفوضوية التي تكون في غالب الأحيان سببا في الانسدادات المرورية ناهيك عن الانتشار الكبير للاعتداءات ومظاهر السرقة، غير أن ذلك لم يشكل أي عائق في اتساع رقعة هذه التجارة وازدياد عدد التجار أضعاف المرات عما كانوا عليه السنة الفارطة، حيث أن إقبال الزبائن يتطلب ذلك ويتطلب الاستثمار فيما يطلبونه، حيث يأتي في هذا السياق مختلف الأفرشة المنزلية والأواني بجميع أشكالها إلى جانب نشاط آخر ينحصر في مواد البناء، الذي تستحوذ عليه السوق السوداء التي تحدد سعر الإسمنت ومختلف مواد البناء نتيجة ارتفاع الطلب لأصحاب السكنات الجديدة التي تحتاج غالبيتها لإعادة تهيئتها تماشيا ذوق أصحابها. تجدر الإشارة أن ولاية عنابة كانت قد رصدت أكثر من 11 مليار من أجل إنشاء أسواق مغطاة للقضاء على التجارة الفوضوية، غير أنه لم يتم تجسيد ذلك على أرض الواقع، ففي الوقت الذي تعرضت 3 مساحات تجارية للحرق تباعا سنوات 2009، 2010 و2011 لم يتم اتخاذ أي إجراءات لإنشاء أسواق قارة جديدة تضع حدا لهذه التجارة التي تزداد فوضاها يوما بعد يوم عقب تحول قلب مدينة عنابة إلى سوق أرصفة كبير تصب فيه سلع المستوردين المشبوهين الذين يتدفقون يوميا على ميناء عنابة.