كشفت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عن تسجيل أزيد من 22 ألف إصابة بداء السل بالجزائر سنة 2014، أغلبها خارج الرئتين. فيما أشار مختصون أن نجاعة برنامج مكافحة السل تكمن في عدم تجاوز نسبة 3 بالمائة من الوفيات لدى المرضى المصابين. في السياق، أوضح سفيان علي حلاسة، المكلف بالبرنامج الوطني لمكافحة داء السل، خلال لقاء نظم بالمعهد الوطني للصحة العمومية، أنه من أصل 22.153 حالة من السل المشخصة سنة 2014 تعد 8.445 منها رئوية معدية و13.708 الأخرى أي 61.9 بالمائة خارج الرئتين، منوها أنه إذا كانت نسبة الإصابة بالسل الرئوي المعدي قد تراجعت ب 10 حالات من 100ألف نسمة منذ 2001، شهدت نسبة الإصابة بالسل خارج الرئتين تزايدا بلغ مستوى مرتفعا نوعا ما، موضحا من خلال هذه الأرقام أن الجزائر تعرف نسبة إصابة متوسطة على الصعيد العالمي من حيث انتشار الداء. بالمقابل، أكد اسماعيل مصباح المدير العام للوقاية بوزارة الصحة، أنه حتى إن نجحت الجزائر في تخفيض نسبة الإصابة بالسل الرئوي يبقى السل خارج الرئتين تحديا ينبغي رفعه، مذكرا أن برنامج الألفية للتنمية لمكافحة السل (2015-2006) تعتبر مكافحة السل مؤشرا تنمويا لكل بلد. في السياق، اعتبر نورالدين زيدوني، مختص في أمراض الرئة أن نجاعة برنامج مكافحة السل تكمن في عدم تجاوز نسبة 3 بالمائة من الوفيات لدى المرضى المصابين. يشار إلى أن داء السل ينتشر في الجزائر عند النساء أكثر من الرجال بنسبة 60 بالمائة، أي 6 نساء مقابل 4 رجال، وتعتبر الحالات خارج الرئة حالات غير معدية لأن البكتيريا المتسببة في المرض تنتشر خاصة في الأعضاء التي تحتوي نسبة كبيرة من الأكسجين، مثل الرئة. كما أن بعض الحالات غير الرئوية هي حالات مميتة إذا مست الأعضاء مثل الكلى. إلى ذلك فإن حالات السل في الجزائر تمثل 18 مصابا لكل 100 ألف ساكن، ويحث مؤشر منظمة الصحة العالمية على عدم تجاوز 24 مصاب لكل 100 ألف ساكن، ما جعل المصالح المختصة تستنتج انحسار وتراجع نسبة المرض بالجزائر. وتشير الصحة العالمية أن السل يمس الشباب البالغ، أي فئة الأعمار بين 20 و40 سنة، وأن الكثيرين من المصابين بالسل يعيشون في أفقر مجتمعات العالم وأكثرها ضعفا، أو هم من بين فئات السكان المهمشة، كالعمال المهاجرين واللاجئين والمشردين داخليا والسجناء والشعوب الأصلية والأقليات العرقية ومتعاطي المخدرات. جدير بالذكر أن السل هو مرض تسببه أحد أنواع البكتيريا ذات شكل العصي، إذ تهاجم أنسجة الرئة بالدرجة الأولى، إلا أنها قد تصيب أيضا أنسجة أعضاء أخرى كالغدد الليمفاوية أو الكلى أو العظام أو غيرها، وتنتقل بكتيريا السل من الشخص المصاب إلى السليم عبر استنشاق رذاذ إفرازات الجهاز التنفسي.