أفادت مصادر سياسية ليبية بباريس، في تصريح ل”الفجر”، أن المغرب دعا رسميا عددا من أطراف الحوار الليبي الذي ترعاه الجزائر، إلى عدم التجاوب مع الخطوة، في ثاني تشويش مغربي على جهود الجزائر لإحلال السلم والاستقرار في ليبيا ومالي، في أقل من 48 ساعة، بهدف تشجيع الإرهاب الذي بات له صلة وطيدة بتجارة المخدرات التي تقف وراءها الأسرة المالكة المغربية بالمنطقة. بعد أقل من يومين من دعوة وزارة الخارجية المغربية لأطراف الحوار المالي الذي تقوده الجزائر إلى التمرد على هذا المسعى الذي اعتبره المغرب عكس الأممالمتحدة والاتحاد الأوربي والإفريقي وأكثر من 50 دولة، تدخلا جزائريا في شؤون مالي، كثفت الدبلوماسية المغربية حسبما نقلته مصادر ليبية من العاصمة الفرنسية باريس، في تصريحات ل”الفجر”، من اتصالاتها بالأحزاب الليبية المنضوية تحت مبادرة الجزائر التي تهدف إلى حل الأزمة الليبية عن طريق إنشاء حكومة توافقية تتولى إعداد دستور ليبي وبناء دولة ليبية عصرية، طالبا منها إلى الانسحاب من المبادرة الجزائرية. ويبدو أن طلب المغرب من هذه الأطراف عدم التجاوب مع مبادرة حوار الجزائر، يكشف مرة أخرى عن نوايا مغربية تؤكد الرغبة الملحة في استمرار أعمال العنف والإرهاب بمنطقة الساحل الإفريقي، لاسيما وأن المغرب انفضح بأنه يقف وراء الجماعات الإرهابية الناشطة بالمنطقة، كما تضمن الرباط لهذه المنظمات الإجرامية الدعم المالي من خلال أموال تجارة المخدرات التي يديرها أفراد من عائلة الملك محمد السادس وجنرالات الجيش المغربي. وتأتي خرجات الدولة المغربية بعد محاولات التشويش على مبادرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الهادفة إلى إعادة استقرار أسعار النفط في السوق الدولية. ويبدو أن المغرب يستمر في حربه ضد الجزائر كلما اقتربت القضية الصحراوية من تحقيق أهدافها، خاصة وأن مجلس الأمن الأممي يفتح ملف القضية الصحراوية منتصف شهر أفريل الجاري. رضوان. م عشية انعقاد الجولة الثانية من الحوار الليبي بالعاصمة استنفار دبلوماسي جزائري في فرنسا وإيطاليا من أجل إحلال السلام في ليبيا استنفرت الدبلوماسية الجزائرية قواعدها في فرنسا وإيطاليا، قبل أيام من انعقاد الجولة الثانية من الحوار الليبي في العاصمة، بعد أن أصبح الملف ضمن ”الأولويات” لدى السلطات بسبب تدهور الوضع الأمني وسيطرة ”داعش” على أجزاء من البلاد. وتسعى الجزائر إلى تبني تصور توافقي مع مصر، فرنسا وإيطاليا، يقوم على الحل السلمي والسياسي، عشية التئام الجولة الثانية من الحوار الليبي بالجزائر هذا الأسبوع، حيث ستشمل تشكيلات سياسية وشخصيات فاعلة في المجتمع الليبي، وسيتم مناقشة مقترحات محددة تتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية ووقف أعمال العنف. وفي هذا الصدد أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، عن لقاء وزير الخارجية رمطان لعمامرة، بنظيره لوران فابيوس، اليوم بباريس، لمناقشة ملفات روتينية تتقدمها المسألتان الليبية والمالية. وذكر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، رومان نادال، زيارة يقوم بها وزير الخارجية الجزائري، رمطان العمامرة، لباريس، الثلاثاء، يلتقي خلالها نظيره الفرنسي لوران فابيوس. وفي ذات السياق، تستضيف العاصمة الإيطالية روما، غدا، اجتماعا وزاريا ثلاثيا يضم الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، ووزير الخارجية الإيطالي باولو جبنتيلوني، ونظيره المصري سامح شكري، حيث كشف بيان لوزارة الخارجية الإيطالية، أن الاجتماع الذي سيركز على مستجدات الأزمة الليبية وسبل التصدي للإرهاب في الشمال الإفريقي، سوف يعقد بمقر رئاسة الحكومة الإيطالية. يذكر أن الحكومة الليبية المؤقتة، قد أعربت عن طريق وزير الخارجية محمد الدايري، في أعقاب لقاء في روما مع جينتيلوني، عن ارتياحه حيال ”الاهتمام المتزايد الذي توليه بعض الدول الأوروبية والغربية منها بشأن الدور الذي تقوم به ليبيا في حربها على الإرهاب”، مشيرا إلى الاجتماع الثلاثي الوزاري المعني، الذي سيجمع كلا من ايطاليا، مصر والجزائر. وقد ألغي اجتماع ثلاثي كان مقررا له منتصف مارس الماضي، بسبب اعتذار وزير الخارجية المصري، وفسرت جهات الأمر بوجود خلافات جزائرية مصرية حول الملف الليبي، وهو ما نفاه كل من وزيري الخارجية رمضان لعمامرة، والمصري سامح شكري.