تستضيف إيطاليا اجتماعًا ثلاثيًا يضم الجزائر ومصر في روما غدا الأربعاء لبحث مستجدات الأزمة الليبية وسيناقش هذا الاجتماع الوضع الأمني في ليبيا والجهود الدولية لمواجهة الإرهاب الذي يستفحل فوق أراضيها. وقال بيان لوزارة الخارجية الإيطالية تناقلته وسائل الإعلام بأنّ الاجتماع سيضم وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني والوزير المكلّف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، ونظيره المصري سامح شكري. ومن المنتظر عقد مؤتمر صحفي في مقر الوزارة الإيطالية بعد ختام الاجتماع. وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر استقبلت ما يقارب 200 شخصية ليبية تمثل جل الأطراف المتنازعة خلال المدة الأخيرة بالإضافة إلى لقاءات سرية بين عدد من الأطراف المتنازعة التي توصلت إلى التوقيع على عدة اتفاقيات فيما بينها. وقال مساهل في هذا الصدد لقد بذلنا جهودا كبيرة في إطار البحث عن حل سياسي للأزمة في ليبيا وبذلنا هذه الجهود خلال الأسابيع الأخيرة كي لا نقول الأشهر الأخيرة وقمنا بذلك في سرية تامة، حيث استقبلنا بالجزائر أكثر من 200 طرف ليبي فاعل . وتؤكد الجزائر على لسان مساهل أن ما يجري في ليبيا أصبح بالنسبة للجزائر مسألة أمن قومي موضحا في الوقت نفسه بأن الجزائر لا يمكن لها البقاء مكتوفة اليدين أمام الوضع القائم في ليبيا خصوصا أن هناك أكثر من 900 كلم من الحدود المشتركة والعلاقات التاريخية التي تربط البلدين . من جهتها أكدت الأممالمتحدة بأن الجزائر يمكنها أن تلعب دورا حاسما في التقريب بين فرقاء الأزمة الليبية، وهو ما كان وراء دعوة بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، لفرقاء الأزمة الليبية لعقد اجتماع للحوار في الجزائر، خاصة بعد نجاحها في توقيع اتفاقيات السلام بين الفرقاء الماليين. علما أن وجهة النظر الجزائرية تقوم على الحوار وتستبعد كل ما من شأنه أن يؤدي إلى التدخل العسكري في ليبيا. وجاءت دعوة الأممالمتحدة بعد أيام قلائل من نجاح الوساطة الجزائرية في إقناع أطراف الأزمة في دولة مالي، على التوقيع على اتفاق للسلام والمصالحة، أنهى سنوات من الاقتتال في شمال البلاد، وهو الاتفاق الذي قوبل بالترحاب من كافة القوى الإقليمية والعالمية، وفي مقدمتها واشنطن وفرنسا وألمانيا الاتحادية.