اتفقت الجزائر والولايات المتحدةالأمريكية، على العمل معا من أجل ترقية الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب وتكثيف تبادل المعلومات وتنسيق البرامج الموجهة لتعزيز قدرات الشركاء الإقليميين. أعربت واشنطن في بيان مشترك توج الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي الجزائري الأمريكي المنعقدة نهاية الأسبوع الماضي، التي أشرف عليها كل وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، وكاتب الدولة الأمريكي جون كيري، عن عرفانها لدور الجزائر الذي تضطلع به في ترقية الحلول السلمية للنزاعات الإقليمية بما في ذلك وساطتها التي أفضت إلى اتفاق بين الحكومة المالية والجماعات المسلحة في شمال هذا البلد، وكذلك من أجل الدعم الذي تقدمه للجهود التي يبذلها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل ليبيا، برنادينو ليون، واتفق البلدان على أن حكومة وحدة وطنية في ليبيا ضرورية لوضع حد للتهديدات الإرهابية في المنطقة. وجددت الجزائر التزامها بتنظيم قمة حول مكافحة التطرف، لضمان متابعة اللقاء الوزاري لقمة التطرف العنيف التي انعقدت بالبيت الأبيض في فيفري الماضي، كما التزم البلدان بمواصلة العمل معا لاسيما ضمن المنتدى الشامل لمحاربة الإرهاب من أجل تنفيذ برنامج العمل المتفق عليه خلال اللقاءات الوزارية التي نظمت شهر سبتمبر الماضي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة تحضيرا لقمة قادة الدول حول التطرف العنيف. ووصف لعمامرة نتائج الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بالإيجابية والواعدة، ”التي ستعطي ديناميكية حقيقية لشراكتنا”، مضيفا أن هذه الشراكة ”متينة” وتعود بالمنفعة على البلدين، معربا عن سعادته في استقبال كاتب الدولة الأمريكية مرة أخرى بالجزائر، وقال إن ”زيارتكم إلى الجزائر في 2014 فتحت العديد من المجالات التي بإمكان البلدين العمل والتعاون فيها”. وأكد لعمامرة أن الحوار الاستراتيجي الجزائري الأمريكي وبعد ثلاث سنوات من إطلاقه، كان له أثر إيجابي وملموس على العلاقات الثنائية في جميع الميادين، موضحا أنه ”يسعدني أن ألاحظ أننا نتقاسم نفس الالتزامات بهدف الاستجابة لمصالح بلدينا، كون مهمتنا تكمن في توسيع دائرة الحوار لجعله هيكلا يقوم على تنمية العمل السياسي”، وذكر أن الجزائر والولايات المتحدة تلعبان دورا رياديا في مجال مكافحة ظاهرة الإرهاب العابرة للحدود التي تهدد الأمن الدولي، مشيرا إلى أن الجزائر تعد من البلدان المؤسسة لمنتدى مكافحة الإرهاب. وكشف وزير الخارجية أن الجزائر ستحتضن قريبا ندوة رفيعة المستوى من تنظيم الاتحاد الإفريقي حول ملف تمويل الإرهاب، مجددا التزام الجزائر بمكافحة معاداة الإسلام، واعتبر أن ”وسم الإسلام بالتطرف غير مقبول، بل يعرقل جهودنا الجماعية في مكافحة دعاية التطرف العنيف”.