يرى الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة ”الجزائر 3”، العربي غويني، أن تخفيف العقوبات ضد إيران بعد قرب التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن برنامجها النووي، سيدفع بأسعار النفط إلى التراجع، خاصة مع تأزم الأوضاع السياسية والأمنية في دولة اليمن، والتي يمكن أن تتسبب هي الأخرى في انخفاض أسعار النفط، خاصة أن طهران حريصة على استعادة حصتها في السوق التي خسرتها بسبب العقوبات التي تقودها الولاياتالمتحدة والتي خفضت صادراتها من النفط الي مليون برميل يوميا من 2.5 مليون برميل يوميا في 2012. وأوضح أستاذ الاقتصاد غويني ل”الفجر” أن سوق النفط العالمية تتميز بوفرة كبيرة في العرض، حيث تظهر البيانات الصادرة في الفترة الأخيرة أن الإنتاج العالمي يفوق الطلب بنحو 1.5 مليون برميل يوميا، بما يغذي مخزونات الخام، وبحسبي معادلة العرض والطلب فإن الأسعار ستتراجع رغم انتعاشها النسبي في الوقت الراهن، إلا أن جميع المعطيات، يضيف غويني، الاقتصادية السياسية والأمنية العالمية تنبئ بتراجع وشيك في أسعار النفط إلى مستويات متدنية، أكد أنها ستبلغ دون ال40 دولارا للبرميل الواحد. وأضاف غويني أنه بالرغم من ارتفاع سعر النفط بنحو 6 بالمائة بسبب الضربات العسكرية التي وجهتها السعودية إلى معاقل الحوثيين باليمن، إلا أن الأوضاع الأمنية المتردية بهذه الدولة ستردي إلى تراجع أسعار النفط لاحقا، وذلك بسبب احتمالات أن يؤدي الصراع في اليمن إلى تعطل شحنات الخام من الشرق الأوسط. كما شدد غويني على ضرورة اتخاذ الحكومة إجراءات جديدة لحماية اقتصادنا الوطني من التقلبات النفطية بداية بالبحث عن بدائل عديدة عن مداخيل المحروقات، والاستثمار في القطاعات الإنتاجية المربحة من خلال مساعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على ترقية منتجاتها ومساعدتها على التصدير نحو الخارج لتنويع الصادرات وتأمين مداخيل اضافية من العملة الصعبة.