أكد أمس الأخصائيون المشاركون في المؤتمر الصحفي حول ظاهرة العنف ضد الأطفال، والتي تم تنظيمها على مستوى المركز الثقافي عيسى مسعودي للإذاعة الوطنية، أن تصرفات المواطن الجزائري اليومية تؤهل الظاهرة للارتفاع. وقد تم بث شارة صوتية وفيديو تحسيسي حصري حول الشهود العيان الذين يصمتون جراء ما يحدث أمامهم من حالات للعنف وعدم الابلاغ عنها، وهذا على جميع المستويات. وقد كانت المحاضرة تحت إشراف “اليونيسيف” حيث أكد ممثلها “توماس دافان” أن واحد من كل 4 مراهقين في العالم قد تعرضوا للعنف في مرحلة طفولتهم، ليشير حسب الأرقام الرسمية المتوفرة لديهم أن أزيد من 95 ألف طفل يموتون سنويا بسبب ممارسة العنف ضدهم. في حين أن الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 سنة و19سنة قد تعرضن للعنف في حياتهن وهذا على المستوى العالمي، ليكون ما معدله فتاة من بين 10 فتيات قد تعرضت للعنف الجنسي، وفتاة من بين أربع فتيات تعرضت للعنف الجسدي. وتأسف ممثل اليونيسيف من جهته كون الأرقام مرشحة للارتفاع ما دام الصمت يخيم على الظاهرة. ويضيف عبد الرحمن عرعار رئيس شبكة ندى أن العنف يضرب كل الشرائح وعلى جميع المستويات. وعن سؤالنا له عن العقاب النفسي الذي يمارسه بعض من المعلمين على التلامذتهم في الوسط المدرسي ومن يحمي الطفل من مثل هذه التصرفات؟ أجابنا بقوله: “نحن ضد مبدأ العقاب ومع مبدأ الوقاية والتربية، كما أن التلميذ قد يكون عرضة للعنف من قبل زملائه داخل القسم ومن قبل منحرفين يتربعون جوار المؤسسة التربوية. وأصبح لزاما علينا اليوم التحدث عن وقاية شاملة داخل البيت وخارجه، وأول خطوة يجب اتباعها هي التكفل بكل الضحايا، الذين يقدر عددهم ب 32 ألف طفل سنويا وهم في ارتفاع مستمر، لأن معالجة الظاهرة لا تتم بآليات فعالة”، ليشير عبد الرحمن عرعار في سياق حديثه عن حالات أطفال تأخروا عن التمدرس لسنوات، لذا أكد عرعار أن التكفل يجب أن يكون بالنسبة لضحايا العنف من الأطفال وأولئك الذين يمارسونه كذلك، حيث يقدر عددهم ما بين 11 ألف إلى 13 ألف طفل متهم يقدم إلى العدالة سنويا بالجزائر، لذا تطالب شبكة ندى بتقوية عدالة الأحداث. ومن جهتها قالت عتيقة معمري رئيسة الفيدرالية الوطنية لذوي الإعاقة أن المجتمع الجزائري يحمل في تصرفاته اليومية الكثير من أشكال العنف اللفظي كعبارة “نكسرلك راسك” وغيرها، وإن كانت تبدو هينة لدى الكثيرين إلا أنها شرارة تصنع مماسة العنف الجسدي مستقبلا.