عاد الحديث مع اقتراب موعد امتحانات البكالوريا التي تتجه إليها أنظار ما يقارب نصف مليون عائلة جزائرية عن بكالوريا الجنوب التي ألغيت قبل سنوات قليلة، عندما قررت الحكومة توحيد امتحانات البكالوريا بالنسبة لجميع الولايات، كما عاد إلى الواجهة مطلب اعتماد دورتين للبكالوريا بدلا من دورة واحدة مثلما هو معمول به بعض دول العالم. يذهب البعض إلى أن تغيير النظام الحالي للبكالوريا بالعودة إلى بكالوريا الجنوب أو باعتماد دورتين للبكالوريا لمضاعفة حظوظ التلاميذ في النجاح يجب أن يطرح ويناقش على مستوى المختصين البيداغوجيين في عملية تقييم شامل للنظام الحالي من حيث سلبياته وايجابيته بعيدا عن الشعبوية ودون المساس بقدسية الامتحان ومصداقيته. فمن وجهة النظر الرسمية فإن إلغاء بكالوريا الجنوب التي ظلت تعتمدها الجزائر لسنوات طويلة يهدف بالدرجة الأولى إلى توحيد الامتحان بالنسبة لجميع الولايات، مع الالتزام بتوفير الظروف الملائمة لتلاميذ ولايات الجنوب خاصة مسألة تجهيز الأقسام بمكيفات الهواء كحل لحرارة الطقس التي تصل في أحيان كثيرة إلى 50 درجة مئوية، ورغم الإجراءات المتخذة من قبل وزارة التربية الوطنية، فإن المطلب عاد مرة أخرى إلى الواجهة في الأسابيع الماضية، عندما راسل تلاميذ وأولياؤهم الوزارة الوصية للمطالبة بدورة خاصة لولايات الجنوب وإعادة النظر في قرار توحيد دورة البكالوريا. بيد أن الحل في رأي المختصين لا يتعلق بالاختيار بين العودة إلى نظام بكالوريا الجنوب أو الإبقاء على البكالوريا الموحدة بقدر ما هو يتعلق بتوفير ظروف للتمدرس بولايات الجنوب والمناطق النائية والجبلية بالهضاب العليا تضاهي تلك المتوفرة في الشمال وفي المدن الكبرى في جميع الأطوار التعليمية بداية من التعليم الابتدائي سواء من حيث التجهيزات البيداغوجية أو وسائل النقل أو وكذا التدفئة والتكييف في المدارس إلى جانب قضية التأطير، باعتبارها العوامل التي تؤثر على التحصيل العلمي للتلاميذ، ومن بين الأمثلة على الفجوة التي ما تزال موجود بين منطقة وأخرى تدريس اللغات الأجنبية فإلى غاية الموسم الماضي وجدت وزارة التربية نفسها مرة أخرى تلجأ إلى إلغاء الامتحان في اللغة الفرنسية لعدد من البلديات في كذا ولاية لتلاميذ البكالوريا لأن هؤلاء لم يدرسوا هذه المادة بشكل منتظم خلال الموسم الدراسي وربما خلال السنوات الماضية، فعندما يدرس تلاميذ الجنوب في ظروف لا تختلف عن تلك المتوفرة لتلاميذ الشمال منذ الطور الأول لن يكون الحديث عن دورة بكالوريا لولايات الجنوب مطروحا. وغير بعيد عن الحديث الذي يدور حول بكالوريا الجنوب، يقترح البعض اعتماد دورتين لامتحان البكالوريا بدلا من دورة واحدة لمضاعفة حظوظ التلاميذ في النجاح، ويستند هؤلاء في مطلبهم على ما هو ساري في بعض الدول ومنها فرنسا، ومعلوم أن الجزائر لجأت إلى دورة ثانية لامتحان البكالوريا سنة 2001 بعد أحداث العنف التي عرفتها منطقة القبائل والتي كانت وراء تعطل الدراسة في المنطقة لعدة أيام أثرت على إنهاء البرنامج الدراسي، المقترح، حتى وإن كان معتمدا في عدد من الدول فإنه بحاجة من وجهة نظر البعض إلى مناقشة معمقة من قبل المختصين لتحديد فيما إذا كان يصب في مصلحة التلميذ ومن شانه المساهمة في تحسين المستوى.