دفعت أقاويل نساء ونظرات الجيران بحي باب الوادي في العاصمة، عون أمن متقاعد بولاية الجزائر إلى محاولته التخلص بكل برودة دم من زوجته وأم أبنائه الأربعة، بداعي شكوكه بأنها تخونه مع ”قهواجي” يقيم بالقرب منه ويتناول معه الكحول، فوجه لها طعنات متفرقة بكامل أنحاء جسدها أثناء تواجدها داخل حمام المنزل تاركا إياها غارقة في دمائها بالحوض، وليسلم نفسه لمصالح الأمن وأداة الجريمة ملطخة بالدماء في يده. وبدا ”ه. محي الدين” 61 سنة، المتهم في الملف، مضطربا في رده على أسئلة رئيس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، ليعبر في الأخير عن ندمه لارتكابه لجرم محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد التي راحت الضحية فيه ”ر. نبيلة” زوجته، حيث أفاد أن شكوكه حول خيانة شريكة حياته له انطلقت منذ ازديان الطفل البكر لهما الذي رجح نسبه لابن شقيقه، لتزداد وساوسه بعد 20 سنة من العشرة مع زوجته بسماعه نساء بالحي يرددن أن زوجته تخونه أثناء تواجده في العمل مع جاره المدعو ”بوعلام” صاحب مقهى، مطلق وغادر أرض الوطن إلى انجلترا منذ عشر سنوات حسب مجريات المحاكمة، فقرر الجاني جلب عدة سكاكين أياما فقط قبل تقاعده ووضعها بأحد الادراج بالقرب من سرير النوم، حيث كان في كل ليلة يأتي مخمورا يهدد فيها زوجته بالتخلص منها بأحد هذه السكاكين بداعي الخيانة. وأودع شكوى ضدها لدى المصالح المختصة التي لم تقتنع بها لعدم توافر الأدلة المقنعة، فقرر المتهم في صبيحة 16 مارس 2014 بعد أسبوع من تقاعده قتل زوجته بواسطة سكين، مستغلا تواجدها بحمام المنزل لينهال عليها بطعنات متفرقة بكامل أنحاء جسمها كادت تودي بحياتها. ولم يتوقف عن ضربها بالسكين حتى أسقطها أرضا وسمع دق الباب الرئيسي للمنزل فوجد جاره المقيم بالطابق الثاني الذي استفسره عن الأمر، فرد عليه أنه قرر قتل زوجته ”لإرغام العدالة على تعميق التحقيق في قضية خيانتها له والنسب للأبناء المشتركين”، الذي قال عنهم إنهم ”ليسوا من صلبه بل نتيجة علاقتها مع أشخاص آخرين”. وتوجه ”ه. محي الدين” بعدها لمصالح الأمن الحضري الأول بباب الوادي وبحوزته أداة الجريمة ويداه ملطختان بالدماء، وهو في حالة هيجان، وأطلعهم أنه تخلص من زوجته بمسكنه. ووجدت مصالح الأمن عند تنقلها لمسرح الجريمة الضحية ممددة بحوض الحمام وهي ملطخة بالدماء عليها جروح ظاهرة على مستوى الرقبة واليدين وكذا رجلها اليسرى، ما استدعى نقلها على متن سيارة أحد الخواص إلى مصلحة الاستعجالات الجراحية بالمركز الاستشفائي محمد لمين دباغين بباب الوادي. وصرحت ”ر. نبيلة” أن زوجها مدمن كحول أصبح يتهمها بخيانته مع المدعو ”بوعلام” الذي يقيم بعيدا عن منزلهما ومتواجد منذ مدة طويلة بانجلترا، مؤكدة أنها كانت تساعد زوجها في إعداد حلويات الأفراح وبيعها لجيرانها، وتكفلت بأمه وشقيقه وربيبها ولم تخنه طيلة حياتها الزوجية معه بشهادة كامل افراد عائلته وجيران الحي، مشيرة إلى أنه بادعائه خيانتها له يحاول الاستيلاء على المنزل بعد أن تكفلت هي وحدها بترميمه.. وهي الوقائع والتصريحات التي التمس بناء عليها نائب العام تسليط عقوبة الإعدام ضد ”ه. محي الدين”، لتدينه المحكمة بعشر سنوات سجنا نافذا.