أعلنت مدريد، مؤخرا، عن انعقاد قمة إسبانية - مغربية، يوم غد الجمعة، في إسبانيا، ستجمع رئيس الحكومة المغربي عبد الإله بن كيران بنظيره الإسباني ماريانو راخوي. ويرتقب أن يناقش الجانبان عدة ملفات ذات الاهتمام المشترك، كمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، في حين سيغيب عن أجندة القمة ملف سبتة ومليلية، إضافة إلى مشاكل الجالية المغربية في هذا البلد الأوروبي، حيث تفضل الرباط انتهاج سياسة براغماتية ترمي من ورائها للحصول على دعم إسباني لمقترح الحكم الذاتي، وهو ما ترفضه جبهة البوليساريو بشدة وتطالب بتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدعو لإجراء استفتاء يقرر من خلاله الصحراويون مصيرهم بمفردهم وإنهاء الاحتلال. ويشار إلى أنّ هذه القمة هي الثانية التي سيجريها رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران في ظرف أسبوعين، وكانت الأولى مع فرنسا خلال الأسبوع الماضي وانتهت باتفاقيات شبه بروتوكولية وشكلية، تنص على تعزيز التعاون. كما تجدر الاشارة إلى أن المعهد الملكي الإسباني للأبحاث ”إلكانو”، اعتبر، في أفريل الماضي، أن التعاون والتنسيق الأمني مع المغرب أضحى اليوم أساسيا بالنسبة إلى إسبانيا، لكن المعهد المتخصص في الدراسات الاستراتيجية يعتبر أن الرباط يمكن أن تستفيد من هذا التعاون بشكل قد لا يتوافق ومصالح إسبانيا الوطنية، معللا ذلك بأن المغربسيستغله كوسيلة ضغط، في إشارة لمسلمي سبتة ومليلية. وفي الوقت الذي أكد المعهد أن هذا التعاون اليوم أفضل من أي وقت مضى، وأنه سجل قفزة نوعية تطورت بشكل ملحوظ منذ حادثة قطارات مدريد في 11 مارس 2004، فإنه حذر من أن ينتهي هذا التعاون إلى خدمة مصلحة المغرب على حساب المصالح الوطنية في إسبانيا، ولذلك قدم المعهد مجموعة من التوصيات للحكومة الإسبانية، في تقرير صدر لاحقا، من أجل ضمان مصالح اسبانيا ضمن أطر التعاون بينها وبين الرباط.