طغت لهجة التحذير من مغبة عدم تقديم تنازلات الأطراف المعنية لتشكيل حكومة وفاق وطني خلال الجولة الثالثة من الحوار الليبي الذي شارك فيه قادة 9 أحزاب ليبية و19 شخصية مستقلة وسط مخاوف جزائرية ودبلوماسية من استمرار تمدد تنظيم ”داعش” الإرهابي في البلاد. كان لافتا تغيب القيادي الإسلامي البارز عبدالحكيم بلحاج عن الجولة الثالثة بينما خلفه مستشار المكتب السياسي للحزب بينما حضر في الجولة التي تختتم اليوم، نشطاء من حزب العدالة والبناء، وممثلون عن حزب التغيير الليبي وأعضاء من ”حكومة الإنقاذ الوطني” والمؤتمر الوطني العام غير المعترف بهما، الى نواب من البرلمان الليبي، بالإضافة ونشطاء سياسيين واعلاميين. وقبل انطلاق الجلسة المغلقة في بعد ظهر امس طغى ”التحذير” من عواقب عدم توصل الاطراف الليبية الى اتفاق شامل يقضي على الهواجس الامنية القادمة على ”ظهر” داعش فقد صرح وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل في كلمة افتتاحية له على أن قيام حكومة وطنية توافقية في ليبيا يتطلب مشاركة جميع الليبيين والقيام بتنازلات. وأوضح مساهل أن ”الحل المنشود من خلال جهود الممثل الأممي برنادينو ليون والمعتمد على أساس قيام حكومة وطنية توافقية، يتطلب من جميع الإخوة الليبيين المساهمة في تحقيق شروطه”. وأضاف قائلا أنه ”مهما كان في تقدير أي طرف أن دعم هذا الحل يترتب عنه تنازلات، فإن التنازل للوطن أمر ليس بالغريب على الليبيين الذين رسموا للتاريخ أبدع صور التضحية”. واعتبر مساهل أنه من ”واجب المجموعة الدولية، كبلدان جوار ليبيا وشركائها الإقليميين والدوليين، أن تسعى بكل تصميم من أجل تحقيق هدف موحد، وهو مرافقة الإخوة الليبيين ومساعدتهم على العبور بليبيا إلى شاطئ الأمان والسلام خدمة لأمن المنطقة والسلم الدولي”. كما أشار إلى موقف الجزائر الثابت الذي يرمي إلى ”مساعدة كل الأشقاء الليبيين على مختلف توجهاتهم من أجل حوار جامع لا يقصي طرفا إلا من صنفته اللوائح الأممية على قوائم الإرهاب وعيا منها بأن أمن ليبيا من أمنها”. واعتبر مساهل أن ”تعاظم التهديدات الإرهابية وتمدد رقعة العنف إلى ربوع واسعة من العالم باتت مسألة تشغل المجموعة الدولية ككل” مضيفا بالقول ”لعل استجابة أبناء ليبيا لدعوة الحوار هذه، تترجم وعيهم بخطورة التهديد الذي يحيط بوطنهم ويعبر عن عزمهم الراسخ عن صونه وحمايته”. وخلص الوزير الجزائري إلى القول أن ”أمن ليبيا من أمن الجزائر بل من أمن كل جيرانها ومنطقة الساحل برمتها”. ووزع المبعوث الأممي إلى ليبيا على المشاركين في جلسة الحوار المغلقة مسودة الاتفاق، وقالت أحد الشخصيات الليبية فضل عدم ذكر اسمه ل”الفجر” أن هناك توجها نحو القبول بالمقترحات مع تشديده أنهم كشخصيات مستقلة ليسوا طرفا أساسيا في الحوار وفق قوله. من جانبه قال الشخصية المستقلة أبوعجيلة سيف النصر في تصريح مقتضب ل”الفجر” أنه سيتم عرض آخر لنتائج المجلس الأعلى للدولة وتحديات حكومة الوفاق الوطني وموضوع الدستور (لجنة العشرين) وخطر تمدد التنظيمات الإرهابية في الأراضي الليبية على رأسها ”داعش” وقد حذر من خطر الإرهاب الذي أصبح يتمدد في ليبيا داعيا كل الأطراف المشاركة في مسارات بتحمل مسؤولياتها وبذل كل الجهود وتقديم تنازلات اللازمة للإسراع بالتوصل إلى اتفاق نهائي لحل الأزمة وإنهاء حال الانقسام والموافقة على وثيقة الحوار السياسي الرابعة وتكتل وحدة وطنية استجابة لتطلعات الشعب الليبي الذي سئم من الحرب، وفق قوله. أما رئيس حزب الجبهة الوطنية الليبية محمد علي عبد الله فقد أوضح أن الجزائر أكثر من يمكن له مرافقة المتحاورين الليبيين والوصول بهم إلى بر الأمان بحكم مرور الجزائر بتجربة العشرية السوداء. كما أشار إلى حاجة الليبيين خلال هاته المرحلة الحاسمة إلى مرافقة الأممالمتحدة من أجل بلوغ حل سياسي.