أسدل الستار، مساء أول أمس، على الطبعة الثامنة من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، الذي عرف تتويج الفيلم المغربي ”جوق العميين” للمخرج محمد مفتكر بالجائزة الكبرى للأفلام الطويلة. تميز حفل اختتام الطبعة الثامنة من مهرجان وهران للفيلم العربي بالبساطة وسار دون مشاكل كثيرة، إلا بعض التوتر الذي خلقه أعوان الأمن مع الصحفيين، وهو الأمر نفسه الذي حدث مع المخرج لخضر حمينة الذي تم دفعه من طرف أحد أعوان الأمن. وكانت البداية بالأفلام القصيرة والتي سبق الإعلان عن نتائجها كلمة رئيس لجنة التحكيم، محمد حازورلي، الذي أكد بأن لجنة التحكيم وجدت صعوبة كبيرة في اختيار الفائزين بالجوائز نظرا للنوعية في الأفلام المشاركة، منوها بالعمل المغربي ”ماء ودم” للمخرج عبد الإله الجوهري الذي وصفه بالمتميز لقيمته الفنية. ونال جائزة لجنة تحكيم الأفلام القصيرة فيلم ”الممر” للمخرج الجزائري أنيس جعاد وتسلم الجائزة نيابة عنه الممثل رشيد بن علال، الذي قال بأن هذا التتويج هو استحقاق للمجهود الذي بذله طاقم العمل على رأسهم المخرج الشاب أنيس جعاد، مضيفا بأنه يجب التنويه بقدرات المخرج وتشجيعه على مواصلة الإبداع السينمائي. واختارت نفس اللجنة منح الجائزة الكبرى للأفلام القصيرة لفيلم ”وتزوج روميو وجولييت” للمخرجة التونسية هند بوجمعة التي غابت عن الحفل. وفي فئة الأفلام الوثائقية فقد قال رئيس لجنة التحكيم، عدناني نور الدين، أن عمل لجنة التحكيم لم يكن يسيرا نظرا لتنوع مواضيع الأفلام، والمستوى العالي والقدرة الإخراجية عند هذا الجيل الجديد من السينمائيين العرب، ما يدل، حسبه، على أن الفيلم الوثائقي يسير في الطريق الصحيح ويصنعه جيل واع في العالم العربي. واختارت اللجنة منح الجائزة الوحيدة في فئة الأفلام الوثائقية إلى الفيلم الفلسطيني ”أنا مع العروسة” للمخرجين خالد سليمان الناصري وغابرييل ديل غرندي وأنطونيو أوجوجليارو. وشد الحضور انتباههم عند لحظة الإعلان عن جوائز الأفلام الطويلة التي عرفت مشاركة 12 فيلما، وقيمت الأعمال لجنة تحكيم يرأسها اللبناني إبراهيم العريس الذي قال بأن وطن الجزائر وطن يحب السينما ويدافع عنها، مضيفا بأن لجنة التحكيم دخلت في صراعات كبيرة حول اختيار الفائزين، معتبرا أن الكثيرين سيرون أن هناك أفلاما ظلمت. ونوه العريس بالفيلم الإماراتي ”من ألف إلى باء”، بالإضافة لأداء بعض الأطفال في فيلم ” ذيب” ” وراني ميت” و” جوق العميين”، معتبرا أن بعض الأطفال الذي لعبوا في الأفلام المذكورة تركوا بصمة واضحة، ما ينبئ عن مستقبل زاهر ينتظرهم. واختارت لجنة تحكيم الأفلام الطويلة منح جائزة اللجنة للفيلم الجزائري ”راني ميت” للمخرج الشاب ياسين بن الحاج الذي انتقد في كلمته النقد الذي طال فيلمه، مبينا عن نرجسية كبيرة، هذا الكلام استاء له الجميع، خصوصا وأن هذا الأخير رفض التصريح لوسائل الإعلام. واستغرب متابعو السينما لاختيار هذا الفيلم ومنحه جائزة لجنة التحكيم نظرا للنقد الكبير الذي تبع عرض الفيلم. وذهبت جائزة أفضل دور نسائي للممثلة السورية صباح الجزائري عن دورها في فيلم ”الأم” للمخرج السوري باسل الخطيب، هذه الأخيرة وكالعادة رفضت التصريح لوسائل الإعلام. وعادت جائزة أحسن دور رجالي للممثل المصري الكبير نور الشريف عن دوره في فيلم ”بتوقيت القاهرة” للمخرج أمين رمسيس الذي نال هو الآخر جائزة أحسن سيناريو، وقال هذا الأخير أنه لم يكن ينتظر الفوز بهذه الجائزة نظرا للقيمة الفنية العالية للأعمال المتنافسة، مضيفا أن العمل مع كبار الممثلين المصريين في صورة نور الشريف وفاتن حمامة سهل من مهمته كثيرا وساعد في نجاح الفيلم. وذهبت الجائزة الكبرى للأفلام الطويلة لفيلم ”جوق العميين” للمخرج المغربي محمد مفتكر، والتي تسلمها من يد المخرج الجزائري الكبير محمد لخضر حمينة صاحب السعفة الذهبية الوحيدة للعرب في مهرجان كان، حيث عبر هذا الأخير عن سعادته لأن الجزائر نظمت هذا المهرجان، وكونها كذلك قدمت الكثير للسينما العربية ووصلت إلى العالمية بفضل جيل من السينمائيين الأوائل، مضيفا أن السينما الجزائرية حاليا فقيرة ويجب النهوض بها وذلك من خلال انتهاج سياسة جديدة من طرف الوزارة الوصية. من جهته، قال المخرج المغربي محمد مفتكر أنه يحضر للجزائر لأول مرة، والنتيجة الحصول على الجائزة الكبرى لمهرجان وهران للفيلم العربي، هذه الجائزة التي قال بأنه لم يكن ينتظرها للتنافس الكبير بين الأفلام المتميزة. وقرأت في الأخير الممثلة السورية سلاف فواخرجي رسالة نيابة عن الضيوف العرب، أكدت فيها أن هذا المهرجان سيكون له دور كبير في انطلاقة السينما الجزائرية والعربية عامة، مثنية على الاقتراح الذي تقدم به محافظ المهرجان، إبراهيم صديقي، والمتمثل في إقامة مهرجان دمشق من الجزائر بسبب الوضع الذي تعيشه سوريا في السنوات الخمس الأخيرة. وتميزت الدورة الثامنة من المهرجان الدولي للفيلم العربي بسوء التنظيم خاصة في مجال الاتصال والبرمجة، حيث وجد الإعلاميون وحتى الضيوف أنفسهم تائهين في هذه الفعالية بسبب غياب البرنامج الكامل للعروض والنشاطات المنظمة على هامش المهرجان، ومن الناحية الفنية استغرب البعض للمقاييس الفنية التي اعتمدت عليها لجنة انتقاء الأفلام وتصنيفها، حيث تابع الجمهور فيلما من 12 دقيقة تم تصنيفه في فئة الأفلام الوثائقية، واتفق الكل على أن الطبعة الثامنة من مهرجان وهران للفيلم العربي دورة للنسيان.