ابتكر العلماء عقارا حديثا يعالج مرضى الملاريا بجرعة واحدة ثمنها دولار واحد، تقضي على سلالات من المرض الذي ينقله البعوض، منها أصناف اكتسبت بالفعل مقاومة للعقاقير المستخدمة حاليا. وقال العلماء في دورية (نيتشر) إنه على الرغم من أن العقار الجديد لن يطرح في الأسواق قبل سنوات، إلا أن نتائج الفحوص التي أجريت على دم الإنسان معمليا وعلى فئران التجارب أوضحت أنه فعال بدرجة كبيرة. وفي اقتراع على مدى مصداقية العقار الحديث، استحوذت شركة المستحضرات الطبية الألمانية ”ميرك” على حقوق التطوير والتسويق للعقار على افتراض أنه سينجح في الاختبارات القادمة. وتقضي الخطة بمواصلة الاختبارات الطبية التجريبية مع الشروع في تجارب إكلينيكية في غضون العام القادم لتقييم مدى سلامة العقار والتعرف على مدى قدرته على علاج الملاريا في جسم الانسان، وباءت محاولات كثيرة بالفشل لعقاقير خلال مراحل تجريبية. ومن الأهمية بمكان ابتكار عقاقير حديثة لعلاج الملاريا بسبب زيادة المقاومة حتى لأفضل العلاجات الحالية، وقال الباحثون في الآونة الأخيرة إن سلالات من الملاريا المقاومة تماما لعقار أرتيميسنين ظهرت في ميانمار وإنها تنتشر قرب الحدود مع الهند. وما يبعث الأمل أن العقار الجديد يعمل بطريقة مختلفة عن العقاقير الأخرى من خلال استهداف جزء من الآلية التي تنتج بروتينات داخل الطفيل المسبب للملاريا، ما يعني أنه سيكون فعالا ضد السلالات الحالية المقاومة للعقاقير. وابتكرت العقار الجديد وحدة استكشاف الادوية بجامعة دوندي ومؤسسة أخرى لا تهدف للربح لانتاج عقاقير لعلاج الملاريا. وتشير تقديرات العلماء العاملين في المشروع إلى أن الجرعة الواحدة من العقار الجديد ثمنها دولار واحد، ما يجعله في متناول معظم المرضى ممن يعيشون في بلدان فقيرة. وأشارت نتائج دراسة حديثة إلى أن النهوض بأساليب تشييد البيوت المبنية بالطوب والمنازل التقليدية الأخرى قد يخفض بدرجة كبيرة مخاطر انتشار الملاريا لمن هم معرضون بصورة أكبر للاصابة في بالمرض في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية. وتقول منظمة الصحة العالمية إن الملاريا تقتل نحو 600 ألف شخص سنويا، ومعظم الضحايا من الأطفال الرضع والأكبر سنا في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء. وتحدث معظم حالات الاصابة بالملاريا بطفيل (بلازموديوم فالسيبارم) الذي ينتقل من لعاب أنثى البعوض ليدخل مجرى الدم للانسان عندما تلسعه ويمر الطفيل عبر الكبد ويصيب كرات الدم الحمراء، حيث يتكاثر فيها بأعداد هائلة، ما يؤدي إلى انفجارها وإنتاج المزيد والمزيد من الطفيل داخل جسم المصاب. وتنتشر الملاريا أيضا في آسيا وأمريكا الجنوبية، حيث تكون أقل خطورة وتنقلها بعوضة أخرى هي (بلازموديوم فيفاكس) الأكثر شيوعا.