ارتفعت حصيلة ضحايا المواجهات الدامية التي اندلعت منذ يومين، بين شباب منطقتي القرارة وسهل وادي ميزاب، لتبلغ 22 قتيلا وعشرات الجرحى وخسائر كبيرة في الممتلكات والمنازل والمحلات، الأمر الذي استدعى تنقل وزير الداخلية، نور الدين بدوي، على عجل إلى مدينة غرداية، على رأس وفد هام، مقابل تدخل قوات الأمن والدرك الوطنيين للحد من توسع المواجهات، وإنهاء الأزمة التي باتت تطرح عدة تساؤلات. لقي 18 شخصا مصرعهم متأثرين بجروح خلال الاشتباكات بين مجموعات من الشباب بمنطقتي القرارة وسهل وادي ميزاب، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، حيث توفي 14 جريحا إثر تعرضهم لمقذوفات بمدينة القرارة، فيما لفظ الضحية الخامسة عشرة أنفاسه بمدينة غرداية، متأثرا بجروحه، بعد أن تلقى رمية قاتلة بحجر على مستوى الرأس، حسب ما ذكرت مصادر طبية محلية. وارتفع عدد القتلى جراء الاشتباكات في منطقة غرداية إلى 22 شخصا، وتم تسجيل عشرات الجرحى، من ضمنهم سبعة أصيبوا بجروح خطيرة، كما تخللت المناوشات أعمال حرق وتخريب لسكنات ومحلات تجارية ومركبات للخواص وواحات نخيل وتجهيزات حضرية ومرافق عمومية. وسارعت السلطات الأمنية إلى نشر تعزيزات أمنية هامة بمواقع الاشتباكات، مدعمة بأعوان مكافحة الشغب للدرك الوطني من أجل وضع حد لهذه الأحداث التي لا زالت متواصلة، فيما توجه وزير الداخلية والجماعات المحلية نورالدين بدوي، إلى ولاية غرداية، للاطلاع عن قرب على الأوضاع عقب الأحداث التي تعرفها المنطقة. وفي ذات السياق دعا عدد من أعيان وعقلاء منطقة غرداية، من مختلف مكونات المجتمع، السكان إلى التحلي باليقظة والحكمة لتفادي المواجهات التي تشوه المنطقة، حيث أصدر مجلس أعيان قصر القرارة بيانا تحت عنوان ”لا لاستهداف الجزائر”، أشاروا من خلاله إلى ”تدهور الوضع الأمني في بلدية القرارة بولاية غرداية، التي أصبحت مستباحة من عناصر إرهابية، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى، مع سقوط المئات من الجرحى نتيجة استعمال الأسلحة النارية، والذخيرة الحية، بالإضافة إلى حرق المنازل، والسطو على الممتلكات”.